مواقف الناس شتى في تلقيهم للكلام : فمنهم من لا يقرأ ، ومنهم من لا يصل إلى القصد والجوهر ، ومنهم من يحرف ، ومنهم من يبحث عن زلة القلم، ومنهم من يرى الكلام بنظارة سوداء لانه ينظر بها إلى الكاتب وليس إلى المكتوب ، وهناك أناس يقدرون الكلام سواء كانوا موافقين أو مخالفين للكاتب.
والكاتب صاحب هدف ، فقد يخاطب المسؤول ، وقد يخاطب الناس، وقد يخاطب الحال، وكل ذلك مشروع وطيب، دون أن يتحول القلم إلى السوق فيصبح القلم منحرفا" منافقا" أو صاخبا" شكاء بكاء.
نحن نعيش في زمن صعب، ولطالما علق معلقون على مقالاتي بالقول : فالج لا تعالج !! ومن سامعك ؟ وحط بالخُرج ونحو ذلك من الكلام المحبط.
اقول في النهاية: إنما الأعمال بالنيات، ونيتي البيان والنصح ، وبعد ذلك فمن شاء أخذ وأيد ، ومن شاء ترك وخالف. وكل ما اتمناه عن نبقى في دائرة الاحترام.
كيف الحال ؟ حالنا سيء بل من سيء إلى أسوأ ، فالبطالة والفقر وقلة الحياء واللصوصية مستمرة، والأعداء يتكاثرون، صليبية حاقدة ،وصهيونية متمردة ، والعروبة في خبر كان ، والوطنية ادعاء وخطابات ، والقومية ظلت في عالم الأحلام، والمسؤولية مغنم، والتمسك بالأصالة جمود ، والمطالبة بالحق تدل على عدم الفهم السياسي ... وغير ذلك من المظاهر السلبية.
يا قومنا لا نريد شيئا" لأنفسنا بل نريد لبلدنا وامتنا وأبناء وطننا ، نريد عزة ، نريد مقدساتنا ، لا نريد أن يتنمر علينا أحد، نريد ثقة بين المواطن والمسؤول، نريد إسناد المسؤولية لمن يحظى بثقة الناس ولديه القدرة على الإصلاح، لا نريد تكديس السلطة بيد أحد بل توزيع الحمل لنكون كلنا شركاء ، نريد برامج قابلة للقياس ولا نريد وعودا" وسوف.
افهمونا قبل أن نندم ولا نريد الفهم بعد فوات الأوان كما حصل مع الراحل لما قال: الآن فهمتكم !! .