الارتقاء بجهاز الإدارة العامة ورفعته ليكون جهازا فاعلا ومؤثرا ويؤدي دوره بشكل ريادي متقدم وحصافة تسفر عن إنجازات متميزة خالية من الشوائب والمعيقات يحتاج إلى صفحة جديدة من اختيار الادارات القيادية التي تخضع لاختبارات قاسية في مجال تجارب العمل الإداري وتوسيد الأمر إلى من يحملون صفة القيادة بمفهومها الواسع.
ان تخليص الإدارة مما أصابها من الضعف والوهن والتراخي واعاقة الانجازات وما يختلجها من الركاكة والانحناء أمام العمل الاعتيادي المتكرر دون تجديد وخلق افكار وعصف ذهني يضيء الطريق ويبشر بتقدم ملموس وتميز في اتخاذ القرارات الجريئة المنصفة يحتاج الى انتفاضة إدارية تحقق مفهوم القيادة.
ان من يقع عليه عبء الإدارة يفترض ان يتم اختياره ليكون قائدا ناجحا ويحمل من السمات والمكنونات ما يؤهله ليكون بارعا منجزا مبدعا.
ولعل قوة الشخصية وهيبتها ومقامها وعلمها الغزير وخبرتها التراكمية ودرايتها بجوهر العمل وأهدافه وسبل الوصول إليها وتحقيقها بأيسر الطرائق واقلها كلفة ووقتا وجهدا هو تأصيل للشخصية القيادية التي ينبغي أن تتسم بالذكاء وصفاء العقل وسعة الصدر والجاذبية للمرؤوسين واستمالتهم ومحاكاتهم وبث روح العزيمة والنشاط فيهم في جو تسوده الراحة النفسية والقناعة بسمو الاهداف والعزم على حيازتها.
الإداري القائد هو ثائر على النمطية والاتكالية والتكرار وهو القادر على أعمال فكره وعقله وتسخيره نحو العلا والتأثير في المرؤوسين وجذبهم وشحذ هممهم ليكونوا عونا وسندا وداعما للمؤسسة التي ينتمون إليها.
ان ما نراه من ترهل في الجهاز الإداري سببه سيادة النمطية التقليدية وسوء اختيار القيادات لأسباب تتعلق بالواسطة والمحسوبية والشللية والمصلحة الضيقة وغياب الرقابة والمساءلة والمحاسبة وترك الحبل على الغارب لتبرير الأخطاء والتجاوز عنها في مسلك عسر يعيق تميز الإنجاز.