عجيب!!... حكومة نتنياهو تطلب من الامم المتحدة منع السفينة الليبية التي تحمل مواد اغاثة تموينية ودوائية الى ابناء واطفال وحرائر قطاع غزة!!!...
فمتى كانت الحكومات الاسرائيلية تعترف بالامم المتحدة وبدورها او تعترف بقراراتها وتوصياتها ومتى اعترفت بقرارات مجلس الامن الدولي او التزمت بها؟!!...
حكومة نتنياهو بعد تجربتها القاسية مع احداث « اسطول الحرية « وتداعياتها وانعكاساتها وما تمخض عنها من ازمة اسرائيلية سياسية واخلاقية وحصار دولي قادته دول الاتحاد الاوروبية الحليفة لاسرائيل والتي كانت تدعمها بالسلاح والمال وبالتكنلوجيا المتقدمة وفي مقدمتها المفاعلات النووية والخبراء..
نقول هذه الحكومة العنصرية راحت هذه الايام تستغيث بالامم المتحدة لعلها تمكنها من تفادي ازمة سياسية واخلاقية اخرى على غرار ازمتها الناجمة عن هجومها الوحشي على « اسطول الحرية»..
المجتمع الدولي انقلب انقلابا كبيرا ضد اسرائيل بعدما كان يؤيدها في جميع سياساتها ومواقفها المتعلقة بالصراع العربي – الاسرائيلي ... حيث كانت اسرائيل تتظاهر امام الرأي العام الدولي كالحمل الوديع المعرض لهجوم الوحش العربي المفترس من جميع الجهات .. كانت تتظاهر بالحرص على السلام وتحقيق الامن والاستقرار في ربوع هذه المنطقة الحيوية من العالم .. لكنها بعد عدوانها الهمجي على لبنان في العام 2006م وعدوانها الغاشم على قطاع غزة في العام 2008م ، واستهدافها لابناء واطفال وحرائر لبنان وغزة باستخدام الاسلحة والغازات المحظورة دوليا ، ثم هجومها الجبان على « اسطول الحرية « الذي جاء ينقل مساعدات انسانية لقطاع غزة وقتل تسعة مناضلين اتراك لا يحملون اي نوع من السلاح ليظهر للملأ ولجميع شعوب المعمورة وبخاصة للشعوب الغربية بأن اسرائيل دولة مارقة تحكمها عصابات يمينية عنصرية متطرفة وجيش انكشاري مهنته القتل والابادة ، ومهمته ابادة الشعب الفلسطيني او اجباره على النزوح عن اراضيه وممتلكاته ...
ان حكام اسرائيل وقادتها العسكريين محاصرون حاليا ومطلوبون للعدالة بموجب تقرير تنغستون ومنظمات حقوق الانسان الغربية والدولية ...
وهم لا يتجرأون حاليا على زيارة دول عدة يمكن ان تلقي القبض عليهم وتسليمهم لمحاكمها المحلية او لمحكمة الجنايات الدولية..
حكومة نتنياهو تلجأ اليوم الى الامم المتحدة كي تمنع سفينة المساعدات الليبية من نقل حمولتها من المواد الغذائية والدوائية ولوازم البناء الى قطاع غزة لأن تجربتها السابقة في استخدام العنف الوحشي مع اسطول الحرية ، كانت فاشلة وألحقت بها هزيمة سياسية واخلاقية وفضحت كونها دولة عدوانية همجية لا تعبأ بحياة الانسان وتقتله بدم بارد ولا تراعي المواثيق والقوانين الدولية ..
والان .. فان على الجانب الفلسطيني والعربي الاستفادة من هذه الظروف التي تعاني اسرائيل فيها من ازمة سياسية واخلاقية خانقة لاحكام الحصار عليها وتعميق عزلتها وتأليب جميع الدول والشعوب المحبة للسلام ضدها كدولة عدوانية مارقة .. وعلى الجانب الفلسطيني والعربي ممارسة الضغوط على واشنطن والعواصم الاوروبية الكبرى لاجبار اسرائيل على رفع الحصار الجائر عن قطاع غزة المنكوب والالتزام باستحقاقات السلام العادل والدائم وفقا لقرارات الشرعية الدولية 242 و 338 و 194 ، قبل ان تفجر حروب جديدة في المنطقة قد تكون هي والمصالح الغربية الخاسر الاكبر فيها ...
(الرأي)