الجرعة الزائدة لأي شخص أو شيء تقلب الأمور رأساً على عقب، لا بل تنقلب ضده، فبدلاً من أن تكون إيجابيه سرعان ما تنقلب لسلبية؛ والشواهد على ذلك كثيرة؛ فمن لا يستحق الشيء ولا يقدّر قيمته يجب أن لا يتم منحه له؛ وبالمقابل من يستحق الإحترام يجب أن يعطى له غير منقوص:
1. جرعة الدواء الزائدة لها أعراض جانبية كثيرة، وبعضها إن زادت عن حدّ معيّن آلت للموت المحقق، ولذلك من المفروض الوعي لعدم زيادة الجرعات الدوائية؛ اللهم إرحم موتانا.
2. جرعة المحبّة الزائدة تجعل الشخص المقابل يتساءل عن سببها -إن كان لا يستحقها-، وحتماً ستنقلب ضدها يوماً ما؛ ولذلك يفضّل عدم منح إياها.
3. جرعة الإحترام والتقدير الزائد تجلب الضيف المشم وغير المحبب به والصديق الردي أحياناً؛ وكثير من الأمثلة الواقعية على ذلك.
4. جرعة الماء الزائدة للنباتات والزرع توقف نموّه وتقضي عليه أحياناً؛ فيجب إعطاء هذه الكميات بإعتدال للحفاظ على كينونة النباتات ونموها وقيمة حفاظها على البيئة.
5. جرعة المُزاح الزائد تؤول للكراهية لأن ما لا يقال في الجدّ يقال في المزح، وجرعة الدبلوماسية الزائدة هبل وضعف، وجرعة النظافة الزائدة وسواس، وهنالك الكثير من الأمثلة.
6. المطلوب إعطاء كل شيء حقّه وبِقَدَر ودون تطرّف يميني أو يساري، والمطلوب الوسطية والإعتدال كعنوان لأي جرعة كانت.
بصراحة: أحبب حبيبك هوناً ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما! والعكس صحيح بالطبع، والجرعات الزائدة تماماً كالنقص، والمطلوب كل شيء بِقَدَر.
صباح الجرعات الوسطيّة