هل تستمر الدبلوماسية الاردنية في دعمها للمفاوضات?
فهد الخيطان
12-07-2010 06:02 AM
الانتقال الى (المباشرة) هيمن على لقاءات جودة مع المسؤولين الامريكيين.
اسرائيل وبدعم مباشر من الولايات المتحدة تضغط على الفلسطينيين للانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى مفاوضات مباشرة مع قرب انتهاء فترة تجميد الاستيطان في ايلول المقبل الذي لم يتوقف يوما واحدا في الضفة والقدس الشرقية. لغاية الآن ترفض السلطة الفلسطينية الطلب الامريكي الاسرائيلي واعلن محمود عباس أمس انه وقبل التفاهم على قضيتي الحدود والامن لا يوجد مبرر للجلوس مباشرة مع الطرف الاسرائيلي. لكن نتنياهو يعرف كيف يقنع ابو مازن بتغيير موقفه ولهذا يلتقي غدا الرئيس المصري حسني مبارك لكسب دعمه لفكرة المفاوضات المباشرة.
عباس وكما درجت العادة يأخذ برأي الجانبين الاردني والمصري قبل كل خطوة يخطوها, وقبل ايام اكد من عمان انه لا يخفي عن عمان والقاهرة اي شيء مما يدور بينه وبين الاسرائيليين - "التجارب تفيد بخلاف ذلك فقد تبين للجانب الاردني ان مفاوضات عباس واولمرت كانت قد قطعت شوطا مهما رغم انكار السلطة حدوث اي تقدم في حينه" - وانه يشاورهم في كل صغيرة وكبيرة.
الاردن كان ايد بشدة المفاوضات غير المباشرة وقاد وزير الخارجية ناصر جودة حملة الدفاع عنها في اجتماع وزراء الخارجية العرب. المفاوضات الآن وباعتراف الأطراف كافة فشلت فشلا ذريعا ولم تحقق اي تقدم فيما سياسة تهويد القدس والتوسع الاستيطاني مستمرة فهل تستمر الدبلوماسية الاردنية في دعمها للمفاوضات غير المباشرة ام انها تهرب الى الأمام وتدعم "المباشرة"?
رسميا لم نسمع توضيحا شافيا بهذا الخصوص لكن لقاءات جودة مع اصحاب القرار في واشنطن خلال الأيام القليلة الماضية لا بد وانها تطرقت لهذا الأمر, فكل التصريحات والبيانات الصحافية التي صدرت من هناك تفيد بأن جودة لم يبحث مع المسؤولين في الادارة الامريكية سوى موضوع المفاوضات. لا بل ان لقاءه مع مستشار الامن القومي الامريكي كرس لبحث استئناف المفاوضات المباشرة كما جاء في البيان الصحافي المنشور. واوحى هذا التصريح للمراقبين بأن الاردن يؤيد الدعوة الامريكية للانتقال الى المفاوضات المباشرة بعد الاخفاق في مفاوضات "التقريب". وعزز هذا الانطباع التصريح اللافت لوزير الخارجية ناصر جودة بعد لقائه نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون الذي اكد فيه تطابق وجهات النظر الاردنية الامريكية حول جميع القضايا.
اذا كان من نصيحة يقدمها الاردن للجانب الفلسطيني فهي مساندتهم في مقاومة الضغوط الامريكية الاسرائيلية الرامية الى جرهم لطاولة المفاوضات المباشرة من دون شروط. وبخلاف ذلك فإننا نساهم في خداع الفلسطينيين وبيع الاوهام للعرب عن السلام مع اسرائيل. ينبغي ان لا يحمّل الاردن نفسه هذه المسؤولية التاريخية الخطيرة وعلى الدبلوماسية الاردنية ان تملك شجاعة الاعتراف امام وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المقبل بفشل رهانها على المفاوضات غير المباشرة وتترك للدول العربية مجتمعة اتخاذ ما تراه مناسبا من مواقف. المفاوضات مع اسرائيل قضية خاسرة ولا يليق بالاردن ان يتبنى الدفاع عنها, اتركوا الامر للآخرين هذه المرة.
العرب اليوم
fahed.khitan@alarabalyawm.net