صحيح ان المغرب مر بخطوات عدة قبل ان يحقق استقلاله جاءت مع فترة تغير بيت القرار العالمي بعد الحرب العالمية الثانية لكن في كل محطة كان يثبت فيها المغرب وقيادته عميق قدرتهم الذاتية في تخطي المنحنيات التي مرت بها مسيرة الاستقلال حيث كان قد مر المغرب بمحطات عدة قبل ان يحقق استقلاله من المستعمر الفرنسي والاسباني الذي يصادف يوم الثامن عشر من نوفمبر 1958 تكريما لعودة الملك محمد الخامس الى المغرب بعد ما عاد من مدغشقر في ذلك التارخ لكن الموعد الحقيقي للاستقلال كان في الثاني من مارس 1956 حتى وقع الوزير الاول امبارك البكاي على معاهدة الاستقلال النهائية التي كانت قد الغت معاهدة الحماية الفرنسية بفاس 1912 وفي عهد محمد الخامس كان المغاربة يحتفلون باستقلال المغرب بهذا التاريخ الى حين اعتلاء الملك الحسن الثاني العرش سنة 1961 حتى تم تحويل عيد الاستقلال لتكون في الثامن عشر من نوفمبر وهو التقاء عيد الاستقلال بعيد عرس الحسن الثاني ومنذ ذلك الحين والمغرب يحتفل بعيد استقلاله في هذا التوقيت.
ومن اجل تحقيق المغرب لوحدته الترابية التي تعتبر احد اهم الثوابت الدستورية فلقد دخل المغرب في مفاوضات مع المستعمر الفرنسي والاسباني وفي عام 1956 بدأ مسلسل للاستقلال حيث استرجع المغرب الجزء الشمالي من ترابه في اكتوبر من ذات العام انعقد مؤتمر دولي بالمحمدية نص على الغاء الوضع الدولي فى طنجة وعودتها للمغرب كما استرجع المغرب في العام 1956 منطقة طرفاية الجنوبية ثم منطقة سيدي ايفني في العام 1969 بعد مفاوضات مع المستعمر الاسباني واستمر مسلسل الاستقلال في مسيرته حتى عام 1975 حتى اصدرت المحكمة الدولية حكما بوجود روابط البيعة بين سكان الصحراء والنظام الملكي حينها.
نظم الملك الحسن الثاني المسيرة الخضراء التي انتهت باعتراف اسبانيا بعودة الصحراء الى المغرب واستمرت مسيرة المغرب بالاستقلال ففي عام 1979 تم الاعلان ان عودة وادي الذهب للنظام المغربي ليستكمل المغرب بذلك عودة اراضيه الجنوبية ولم يبق عليه سوى سبتة ومليلية لكي يكمل المغرب مشوار الطويلة بوحدة ترابه وعودة اراضيه.
والاردن الذي يحتفي باستقلال المغرب كما يحتفي المغاربة تربطه روابط متينة مرتبطة بإرث تاريخي تليد وعميق حيث تعود العلاقات الدبلوماسية الاردنية المغربية للعام 56 إلى قبل افتتاح السفارة المغربية بعمان بعام وقبل افتتاح السفارة الاردنية بالرباط بثلاث سنوات وهذا يدل على عمق الاصالة ومتانة العلاقة بين البلدين الشقيقين والتي عمل الاردن خلال مسيرة الاستقلال للوقوف مع المغرب ودعم مسيرة استقلاله بكل مفاصلها ومنحنياتها فأخذ يكون مع المغرب بكل محطات استقلاله ومازلت وقفة الملك الحسين مع الملك الحسن الثاني في الصحراء المغربية بعد استعادتها من المستعمر الفرنسي تزين الكثير من القاعات الرئيسية في الولايات الجنونية المغربية لما تحمله هذه الصورة من دلالة معنى ورمزية عميقة وهي العلاقة التي مازل يمضى بها بتفان جلالة الملك عبدالله الثاني واخوه جلالة الملك محمد السادس عندما عملا معا من اجل تعميق روابط هذه العلاقة وتمتين رواسيها وتعظيم مساراتها عبر تأصيل هذه العلاقة الاخوية التي تربط الشعبين الشقيقين حيث تم توقيع 65 اتفاقية تعاون مشترك وبرامج تنفيذية في كل المجالات ومن ابرز هذا الاتفاقيات التي وقعت كانت اتفاقية اغادير للتبادل الحر الموقعة بين الاردن والمغرب ومصر وتونس اضافة لاتفاقية اللجنة المشتركة العليا عام 1998 ولقد حرصت الدبلوماسية المغربية مشاطرت الدبلوماسية الاردنية دورها المركزي في دعم القضية المركزية للامة وفي تمكين الوصاية الهاشمية على المقدسات المقدسية وهذا ما حقق روافع سياسية مهمة لصالح القضية المركزية للامة وروافع دبلوماسية اخرى تجاه العمل الوحدوي المشترك ما يخدم الامة في صون مكانتها واعلاء رسالتها الممتدة منذ فجر التاريخ.
(الدستور)