أجد نفسي منذهلا أمام نتائج الحصاد الإسلامي السنوي للأفراد، حيث الداخلون في الإسلام أفواجا، والمنزلقون عن الصراط أفواجا.
ومع أنه لا معصوم في هذه بعد نبيها أحد، ومع أن المعاصي تعترينا جميعا، والموفق منا من تدارك نفسه بالتوبة والاستغفار، إلا أن المشهد المتكرر والمحزن في آن معا، أن نجد أناسا ينقلبون رأسا على عقب، فمن الشدة إلى الغثاء، ومن رأس الجبل إلى مستنقع الترعة، ومن صفاء القلب إلى سوء المنقلب، ومن نور الهداية إلى ظلمة القاع حيث طين الخبال وضحلة الضلال، ومن محراب الإيمان إلى مرقص الخذلان، ومن الخشوع إلى الخنوع... وهكذا دواليك في صورة يخزى منها السيخ والهندوس ويخجل منها القساوسة والأحبار.
والطامة الكبرى إذا وصل إلى مرحلة "التثورن". واستعمال المرآة المقعرة فيرى الباطل أنه الحق المبين.
ومع كل ذلك فقد دعوت نفسي لاحتساء فنجال القهوة على صهوة الحصان، وانطلاقة متجددة مع صيحة الديك للفجر، فلا عجز ولا كسل ولا تخاذل عن خدمة الدين والوطن والإنسانية، وهي دعوة إلى كل المحبين لدين الإسلام الذي أول ما انطلق في الرسالة قال رسولها ونبيها صلى الله عليه وسلم: "أنقذوا أنفسكم من النار".
فلا عجز ولا كسل ينتابكم يا أتباع خاتم الأنبياء والمرسلين، فلنخدم ديننا لأن فيه رضا ربنا أولا، ثم فيه عز عزة الدارين، ثم: كل الذلة بالابتعاد عنه.. ولا ابتعاد عنه.
وأما المهرولون وراء عز الدنيا، فهم في تهافت حتى لو وصلوا هوليود أو سكنوا فلوريدا، أو امتلكوا زمام الفتنة وبوابة الضلال. فللجنة دعاة ومدعوين وللنار كذلك.
اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل ومن سوء المنقلب.