من شعر جلالة الملك عبد الله الاول طيب الله ثراه
هجينيه للملك عبد الله الاول بن الحسين بحضور الشيخ ماجد العدوان والشيخ مثقال الفايز والشيخ حديثه الخريشة والشيخ تركي الزبن والشيخ عبدالله اللوزي ورد عليها عبدالله اللوزي ، حيث كان المغفور له في هاجس حنين لانسان غالي عليه يسكن من ورا جده وانتابه شعور ان يترك عمان ويصله بعد ان تواصلوا من خلال التلفون السلكي كما ورد في الهجينية يقول فيها :
ياعيظه شد النظر شده … هيي السفر وخل عمان
النفس عن الزاد منضده … ماتدري الناس وش جاني
لي صاحبن من ورا جده … بسلك الهوى اليوم حاكاني
=============================
وفي رواية عن هذه الحادثه التي جرت مع الملك عبدالله الاول حيث كان الشاعر عبدالله اللوزي ابوقبلان من جلساء الملك عبدالله الاول في قصر رغدان العامر، وكان يقول الشعر مرتجلاً وبخاصة في حضرة الملك عبدالله الاول الذي كان يدعوه للحضور إلى قصر المصلَّى في الشونة الجنوبيّة، وكان موكب جلالته يمرّ عبر وادي شعيب حيث رأى الملك فتاة حسناء بين زهور الوادي في الربيع فترجل هذه القصيدة ولكن بعفة وكبرياء، فقال:
البارحة بديار القوم .. واليوم بديار حيَّاني
يالترف يا بوحنك ماشوم … لشريه أنا بغالي الأثماني
لشريه وأغليه أنا بالسوم ..
==================
فرد عليه عبدالله اللوزي:
يا بنت يا لابســـه الجبّـه … يلِّي كمـا عين صيادِي
القلب والنـار تلهب به … يطرق كما كور حـدَّادي
حتى القمـر عذبـه ربه … يركـض ورا الشمس وينادي
قبلان قـوم أطلبـه حبّه … هذا هـوى النفس ومـرادِي
==================================
ويمكن لنا أن نتنقل إلى هذا الجانب من الشخصية عبر استذكار واحدة من قصائد الملك عبد الله الاول و هو يستذكر مسيرته في الثورة و رحيله عن مسقط رأسه بالقول :
«ذكـرتُ منازلاً بجـوار وَجٍّ .. فحييـتُ المنـازلَ والدّيـارا!
منـازلَ أصبحـت منّا خلاءً … وقـد كانـت لنا أبـداً قرارا!
نزحنـا تاركين بهـا رجـالاً … مـن الأعـوان خلناهـم خيارا
نزحنـا كي نناضل عن بلادٍ … لمحنـا للعـدوّ بهـا شـرارا
وكـان نزوحنـا أنّـا دُعينا … فلبينـا نـداءَ مـن استجـارا
فكـان جزاؤنـا فيمـن تركنا … ببلدتنـا عقوقـاً، لا انتصارا!
وكـان جزاؤنـا ممـن دعانا … خـلافاً واضحاً، وأذىً جهارا!»
=========••••
وممّا يدلّل على اهتمام الملك عبدالله الأول بالشعراء القصة التي رواها الشيخ حمزة العربي، وقد كان إمام حضرة الملك الأديب السابق وناسخ ديوانه، وفيها يقول: " زرت جلالته أصيل يوم الأحد 7 جمادى الآخرة سنة 1366هـ الموافق 27/4 سنة م1947، فوجدت عنده محمد باشا الشنقيطي رئيس ديوانه الملكي، وفضيلة الشيخ محمد فال مفتي بلاد المملكة الأردنية الجليلة الأكبر، والإمام الخاص لجلالة الملك المعظم، والشيخ نديم الملاح أحد المحامين الشرعيين، ولفيفاَ من رجال القصر والمعية السنية، فقال جلالته للشريقي: أين القصيدة؟ فقال: هي عند فضيلة الشيخ محمد فال، فأبرزها الشيخ فال، وإذا بها كتابة عن مساجلة شعرية ارتجالية، بين جلالته والشريقي، كانا تباريا فيها أول هذا اليوم مبتدئاَ بالبيت المشهور():
كلّ مَـنْ ألقـاهُ يشكـو دهـرَه
ليتَ شـعري هـذه الدنيـا لمـَن؟
وقد استمرّ السّجال بينهما، إذ يأتي الشريقي ببيت والملك عبدالله ببيت، ولما كان هذا الاجتماع الأخير في الأصيل أضيفت أبيات أخرى اشترك في نظمها أيضاَ جلالته والشريقي والشيخ نديم الملاح والشيخ فال، وأتممت أنا (حمزة العربي) بيتاً لجلالته وبيتاً للشريقي، ثم زيدت زيادة أخرى بعد صلاة المغرب، وأبياتاً أخرى بعد صلاة العشاء، والمساجلة هي:
كلّ مَـنْ ألقـاهُ يشكـو دهـرَه
ليتَ شـعري هـذه الدنيـا لمـَن؟
فقال جلالته:
هـي للـهً عـنً الدنيا ومَــنْ
لا يُبــالــي بقـبيـح أو حَسَـــنْ
وقال الشريقي:
فـدَع الدنيـا ولا تحفلْ بها
فهْيَ دارُ الختل بل دار الأفنْ
وعندئذ غيّر جلالته توجيه المساجلة من الوعظ إلى الغزل، فقال جلالته:
فــتثنّى ذاتُ خـدر غدوةً
فـَلًمـَنْ اشكوك يا ذات الفًتـنْ؟
فقال الشريقي:
أنا مَن أوذيتُ في الحبّ وما
فـي احتمــالي لأذاة من مُــنـن
فقال جلالته:
وأنــا طالب نـُسـك وتقــىً
فـدعيني فـي سبيلــي لا أُجـــنْ
فقال الشريقي:
أعرضي عنـي وخافـي خالقـي
إنّ فــي عينيك سًحـراً ومًحَـنْ
إنـَّما الـدنيـا سُـويعـات الهــوى
وبهــــا تسمـو إلى أعـلى قــنـنْ
فقال جلالته:
إنَّ ذات الخال زادت شجنـي
بلغــتْ مًدحتـــها أرض عـَـــدنْ
لا تسلْ عن وصفها يا سائلي
إنَّ ذات الخال كالظبـي الأغـــنْ
يا له ظبـــي كنــاس راتــــع
ضمَّـخَ الـرأسَ بمسْك وادَّهـــَنْ
فقال الشريقي:
يا لهــا اللّــه فتـــــاة مــلأتْ
خاطري شًعراً وزادت في اللسَنْ
فقال الشيخ نديم:
جاذبتني بعيــــون كـُحـًّلتْ
فتنـــة بالسـّحر، والسـّحرُ فـــتـنْ
فقال جلالته:
خطـرتْ فـي بيتها تـرمقـني
فقلت أنا (الشيخ حمزة العربي):
من وراء السّجف في يـوم الدّجـنْ
فقال الشيخ محمد فال:
راعها منـي رواءّ باهـــرّ
وعــــلاءّ يصطبـــي كـــلّ حســنْ
فقال الشيخ نديم:
كنت ملـيء العين أمسي نائماً
ولعينيـها الكــــرى عنـــّي ظعـــَنْ
فقال الشريقي:
حَـرَمتْ عينيّ الكرى يا ليتها
فقلت أنا (الشيخ حمزة العربي):
واصلت إذ حرمت جفني الوسَـنْ
فقال جلالته:
ظالــــم رام إذائــــي إنــّه
قـد حَـــوى قلبي لديـــه وارتهَـــنْ
ثم غيّر جلالته بعد ذلك توجيه المساجلة من الغزل، فقال:
قـمْ معي نبصرُ بَـرْقاً قد بـدا
في سحاب جنح ليــل وارجحــَنْ
فقال الشريقي:
غشًيَ البلقاء أدنـى صوبه
ويمــين الــبرق في أعـلى قـطـنْ
فقال الشيخ فال:
سوف تضحى الأرض من تسكابه
ذات روض فيه كم يحلو السّكـنْ
فقال الشريقي:
عسعسَ الليــلُ وهــذا ضوؤه
نـــورهُ نــارٌ هـــــدانا فاقبســـَنْ
فقال الشيخ نديم:
سًرْتُ فيـه مثل بــــدرْ طـالـع
ليس يثنيني عن القصـد وَهـــَنْ
فقال محمد فال:
كيف يثنيني عن العزًّ هـَوى
غـــادةٍ، أمْ كيف يثنيني ع؟
==========
وبعث الشاعر اللبناني الكبير حليم دموس بطاقة تهنئة بالعيد الى الملك عبد الله الأول رُسمت صورة جلالته في إحدى زوايا البطاقة، وفي زاوية أخرى كتبت كلمة (كرم), وكتبت الابيات التالية في وسطها، وفي أسفلها توقيع الشاعر، أما الابيات فهي:
هذه البطاقة يا مولاي من كرم
زهت برسم مليك الجود والكرم
نجل الحسين زعيم العرب قاطبة
نجل النبي العظيم المفرد العلم
عادت إليك أيا زين الملوك كما
يعود للبحر ماء السحب والديم
فأقبل عواطف من يرجو الخلود لكم
بالتاج والعرش والصمصام والقلم.
فأملى الملك ارتجالاً على أحد موظفي المقر القصيدة التالية من نفس البحر والقافية:
سحت سحابة شعر فاض عن ألم
لطول عهد مضى عن جيرة الحرم
وأقبلت وهي عجلى تجتلي خبراً
عن الأحبة إذ كانت بذي سلم
بقول عادت أيا زين الملوك كما
يعود للبحر ماء السحب والديم
صدقت عادت بأجزاء مجزأة
وسوف ترجع مع أصل الى العلم
إن العروبة تعلو يوم وحدتها
كيما تصول وفيَّ عهدٌ لم ينم...الخ.