نستطيع القول بأن خليف (غاب وجاب)، فقد اشتغل خارج القرية، وشاهد وأكل ما يسمى بالمخللات، ثم تعلم طريقة التصنيع، وقرر أن ينقل هذه المعارف إلى قريته، لغايات الاستفادة من فائض الخضار في موسمها.
عاد خليف القرية، وضع طنجرة مليئة بالماء على النار وتركها تغلي ثم وضعها لتبرد. في تلك الأثناء كان قد رتب أوضاع الخيار في مرتبانات زجاجية متوسطة الحجم.
وضع الملح على الماء وذوّبه على (طياشة البيضة)، ثم شرع بتفريغ الماء في مرتبانات الخيار لحد الغمر، وأضاف القليل من الخل والقليل من الزيت، وأغلق المرتبانات بإحكام، ووضعها جميعها في مكان معتم لغايات تكميل عملية التخليل خلال أسبوعين على الأكثر.
عاد الأولاد الى البيت، واكتشفوا وجود هذه المرتبانات المحشوة بالخيار، فاعتقدوا بأن جناب الوالد (خليف ما غيره) ينوي إخفاء الخيار عنهم، فاخرجوا الخيارات من المرتبانات الزجاجية ودون أن يغسلوها من الملح...أكلوها هنيئا مريئا.
لم يختف خليف ولم يختف الأولاد بل تحولوا إلى لصوص ومرتشين وسارقين.
الدستور