مدينة ابتهجت ، مصابيح الساحة اضيئت ، ووميض صور التذكار لم ينقطع ، ويافطات زينتها جمل "جمال " المفردات ، ومصافحات جمعت الصديق مع العدو ، والصدوق مع الدهلزجي ، والغاية ، مساء فرح ، بمدير ما ، نال بعد طول عناء شهادة ، ومن اين ؟؟ من بؤر التوتر في مكان ما !! وان كان العارفون يؤكدون انه لم يغب عن العين طوال سني الدارسة ؟؟!!
بلدية عجزها ملايين الدنانير ، ومديونيتها اكثر ، تقيم مادبة عشاء فاخر ، والمناسبة مدير من " العيار الثقيل " على مستوى المدينة ، صاحب امر ونهي ، ليس ككل المدراء ، ظفر بالماجستير !! موائد انتشرت في فضاء مساحته شاسعة – بمقاييس المادب – وشراشف وردية غطتها ، واكواب ماء " مجلتن " وعبوات عصائر ، ومناسف " وطنية " كساها الارز فائق الجودة ، والجميد كركي ، واللحم البلدي تسيدا الميدان ، وخدم وحشم ، اداريون وعمال ، استنفروا لخدمة المناسبة ، والافواه التي تلوك اللحم ، صرير اسنانها مسموع ، والجباه المتعرقة لا يضيرها اختلاط ملوحة منسابة منها مع ملوحة نظيرها اللبن ، واصوات تنطلق متداخلة بين الفينة والاخرى من هنا وهناك ، مضامين النطق لديها واحدة " شرب هون يا حبيب ، وشرب على زند عمك يا ولد ".
وزير حضر المناسبة ، وهو – اي الوزير - وبحكم المنصب يعلم ، ان ذات البلدية تشكو هم الدين بالملايين ، وعجز الموازنة بالملايين ايضا ، وعشرات المرات التقى المجلس البلدي فيها ، وناقش واياه اليات اخراج موازنتها من حرجها ، واوعز بضرورة ان تسعى لتحصيل ذممها " السائبة " في جيوب المواطنين ، وتصدت البلدية عقب الاجتماعات ، لمن هو هدف الوجود بالنسبة لخدمتها ، اي المواطن ، تارة تطالبه ببدلات تعبيد شارع لم ير " الزفت " منذ عشرين عاما ، واخرى بدل انشاء الرصيف الذي ما تزال " عجته " الترابية تغمر اثاث البيت ، وتلفح وجه المرء كل صباح ، وثالثة مطالبة ببدل استخدم ارتداد المنزل ككراج للسيارة ، ورابعة بدل صورة عن اذن اشغال استخرجته قبل عشر سنوات لغايات الماء والكهرباء ، واضطررت لنموذج محدث عنه في اعقاب خلافك مع جارك ، ومقتضيات فصل تقاسم الخدمة بينكما !.
والمطالبات طبعا تحدث نهارا ، من جيش في مكاتب مل الجلوس على مقاعدها ، وربما يؤيد ثورتك على البلدية ومطلبياتها احيانا ، الى جانب عناصر اخرى في الميدان لوحت وجهها الشمس ، انتشرت في شوارع مدينة ، ارضاء للرئيس ، ومطلبياته ، وضمانا لموازنة يمكن ان توفر الراتب نهاية الشهر ، فيما المساء ، مادب وعشاءات فيها ما لذ وطاب ، يعقبها صبيحة اليوم التالي لقاء صحفي ، مع من كانوا مشاركين في العرس الوطني ، من اعلاميين ، والعرس للتذكير طبعا - حصول عطوفته على الماجستير - اما غاية المؤتمر الصباحي ، حض المواطن على ممارسة انتمائه لمدينته ، بتسديد ما عليه من ذمم ، لان البلدية تعاني شحا ماليا ، حتما استمراريته ستؤدي الى ترد في الواقع الخدمي .
بالمناسبة القصة لم تحدث مساء الرابع والعشرين من حزيران في اربد ، التي تستعد لانتخابات في الحادي والثلاثين من تموز ، التي ستسفر عن رئيس جديد ، وبالتالي قد يكون ما جرى " العشاء الاخير " ، وانما هي هرقطات واحد " مهذرب " ، يحلم بمنسف ، او واحد " اتعشى " لكنه كتب منتقدا ، لانه بالمقاييس ناكر للجميل !! ؟؟
Ayman65jor@yahoo.com