خطاب العرش، يجمع الدغمي والخصاونة .. ما هي الأسرار؟
حسين دعسة
20-11-2021 12:07 AM
في يوم السابع من تشرين الأول 2020، حدد جلالة الملك، سبيل العلاقة بين السلطة التنفيذية، وبقية السلطات، فقال جلالته في نص كتاب التكليف السامي للرئيس بشر الخصاونة :» أنتم اليوم أمام مسؤولية كبيرة وفي ظرف استثنائي يفرض على الحكومة وجميع مؤسسات الدولة، العمل بروح الفريق الواحد، قولا وفعلا، لتحقيق الإنجاز الذي يستحقه وطننا الغالي وشعبنا العزيز، فاحرصوا على بذل كل الجهود من أجل خدمة الوطن والمواطن».
.. وانطلاقا من ذلك، جاء النطق الملكي السامي في خطاب العرش، بين مؤشرات ومهمات حددها الملك عبدالله، استنادا إلى مسألة مهمة، ان جلالته كفل المقتضى الدستوري، الحامي لأي مخرجات تم التوافق عليها في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في الدولة الأردنية.
.. بعد يوم من خطاب العرش،، بات من الضروري، بدء مراحل متتالية وسريعة، لتحقيق الرؤى، التي من الضروري ان تجمع بين السلطات الفاعلة الدستورية، لهذا، يمكن تصور الاجتماع المهم بين رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي ورئيس الوزراء د بشر الخصاونة، فما هي الأسرار، التي رافقت جدول لقاء السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية؟.
عمليا، لاحظنا خصوصية البيان الذي صدر عن رئاسة مجلس النواب، ما يفك مغاليق» السر الاول»، وهو الحرص على إدامة التعاون المثمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهي بالتالي، الصيغة التي أعلنها مجلس النواب، في إطار الفصل المرن الذي حدده الدستور لخدمة المملكة، ومصالحها الوطنية العليا.
هناك حرص من رئاسة مجلس النواب، والحكومة للركون إلى رؤية جلالة الملك التي دائما ما تنادي بالتشاركية والتشبيك، وذلك سعيا لاستشراف مستقبل العلاقات السياسية، داخل مؤسسات الدولة، فأكد بيان اللقاء، على:"المضي قدما في تعزيز مسارات التحديث والتطوير»، وهذا» السر الثاني»، الذي يكشف خارطة الطريق بين الحكومة ومجلس الأمة، الأعيان والنواب.
أما ما برز حول» السر الثالث»، فهو إقرار مشترك، ان :"مجلس النواب والحكومة أمامهما مهمات كبيرة لإنجازها خلال الدورة العادية الأولى لمجلس الامة التي افتتحها جلالة الملك عبد الله الثاني والتي حددها خطاب العرش السامي وفي مقدمتها مناقشة وإقرار قانوني الانتخاب والأحزاب السياسية، والتعديلات الدستورية الهادفة إلى تحديث وتطوير المنظومة السياسية إضافة إلى جملة من التشريعات والقوانين في المجالات كافة.
الرئيس الدغمي،في حيثيات اللقاء مع دولة رئيس الوزراء، أكد خصوصية ما يبرز من حلول ل «السر الرابع»، في جدول اللقاء المختلف، اذا بان أثر دعوة جلالة الملك للتعاون الجاد والحقيقي والتفاعل بين مؤسسات الدولة الأردنية، ما أشار له البيان بالقول:"أن العلاقة ما بين مجلس النواب والحكومة سيكون عنوانها في المرحلة المقبلة التعاون بغية تحقيق الرؤى الملكية الهادفة لرفعة هذا الوطن واستكمال مسيرتنا الإصلاحية، حيث نسير خلف راية سيد البلاد أكثر عزماً وحرصاً على إحداث فوارق يلمسها المواطن ونحن ندخل مئوية الدولة الثانية».
.. ومن زاوية أكثر وضوحا، فكك اللقاء» السر الخامس»، فالكشف من أن :» أجندة مجلس النواب والحكومة ستكون مثقلة بالمسؤولية التي تتطلب تغليب الصالح الوطني على سواه من المصالح، فأمامنا استحقاقات تشريعية تتطلب إحداث توافقات تلبي رغبات أبناء شعبنا العزيز ومطالب القوى السياسية والحزبية على النحو الذي رسمه جلالة الملك في خطبة العرش التي حملت مضامين تحدد مسارنا الإصلاحي في المرحلة المقبلة».
.. أمام تحديات وتداعيات وطنية وقومية وعالمية، فمن الضرورة، ان نقر بالمطلوب من الحكومة، وضع الحكومة خططا وبرامج عملية قابلة للتطبيق للتعافي الاقتصادي، بما ينعكس على واقع أبناء شعبنا والتخفيف من الفقر والبطالة، وهذا هو السر السادس، الذي يحقق انفراجات في الشارع الأردني، ذلك أن آليات التعاون مع السلطة التنفيذية أمر محكوم ومرسوم في دستورنا العتيد المتقدم، والذي ستضاف إليه تعديلات، بحسب ما قال بيان الرئيس الدغمي، موضحا كينونة» السر السابع»، الذي يعطي مؤشرات، عن همة مضاعفة بدأت داخل مجلس الأمة، وبالذات في مجلس النواب، وكيفية التعديلات التي سيناقشها المجلس، بالتعاون مع الحكومة ما دامت تسير في الاتجاه الصحيح وفي تنفيذ البرامج والخطط التي سيستفيد منها الوطن والمواطن.
.. كان رئيس الوزراء الخصاونة، مستجيبا للإرادة الملكية، فقال ان تشكيل (لجنة لتحديث المنظومة الادارية والاصلاح الاداري)، سيتم،–وهذا» السر الثامن »، ففي خلال الايام القادمة، تعلن اللجنة التي تضم نخبا سياسية واقتصادية وقانونية وادارية، لتعمل على، مخرجات دعا إليها الملك، لتكون متوافقة عمليا مع مراحل وإقرار قانون الانتخاب وقانون الأحزاب، ما يؤدي إلى تحقيق التوازن المطلوب بين تطوير الإدارة العامة وإزالة التحديات البيروقراطية امام القطاع الخاص والاستثمارات وبما يسهم في ايجاد فرص العمل والتخفيف من الفقر.
الرئيس الخصاونة، أوضع انه متحمس للعمل، ضمن مستجدات الواقع والحياة السياسية، وقال"لدينا أجندة كبيرة وطموحة نعمل على تحقيقها بالتعاون مع مجلس النواب الذي يمتلك خبرات وكفاءات وطنية مشهود لها»، مؤكدا التعاون التام من قبل الفريق الوزاري مع مجلس النواب لتلبية طموحات جلالة الملك وتطلعات ابناء الشعب الاردني وتجاوز آثار وتداعيات جائحة كورونا.
.. المملكة تدخل مراحل متسارعة من التغيير والتنمية، والتعافي، وهنا تأتي رؤية الملك الهاشمي، عنوانها للخلاص من اي تداعيات فرضتها أزمات كثيرة، لأن الملك الاب، يعي ان الأردن، أرض عظيمة، شعبها يمتلك إرادة مستمدة من فكر هاشمي أصيل وله أبعاده الوطنية والقومية والدولية.
huss2d@yahoo.com
الرأي