طبعت النفوس البشرية على حب العدل والمساواة ونشدانها في جميع الأحوال والمناسبات وذلك يتفق مع الجبلة البشرية واصل خلقها وسلوكها القويم وهي فطرة لا يستطيع احد القول بعكسها الا اذا كان منحرفا عن جادة الصواب وتحكمه الأهواء وحب الذات المقدسة والنزوات الفردية والعدائية تجاه الآخرين.
والسلوك المنحرف وايقاع الظلم واغتصاب حقوق الآخرين وايذائهم وحرمانهم من حقوقهم لا يتفق مع فطرة وجبلة الظالم وإنما هو سلوك مستحدث لا يقبله من الآخرين على نفسه ويلفظه ويتظلم اذا مورس عليه.
وتتعدد أساليب ومجالات سوء استخدام السلطة وفقا لطبيعة السلطة التي يملكها الجاني سواء كان من أب تجاه ابنه او ابن تجاه ابيه او تاجر او مزارع او موظف عام او حاكم. فالأب قد يحرم ابنه من التعليم او التربية السليمة او الإنفاق والابن قد يعق ابيه وقد يهمله عند الحاجة اليه او يؤذيه والتاجر قد يغش سلعته وقد يرفع سعرها ويحتكرها بوجه غير حق والموظف العام قد يتباطأ في إنجاز خدمات المواطنين او تهديده بعدم إنجازها او وضع العقبات غير المبررة في طريقهم او شتمهم...... الخ.
وقد جرمت القوانين إساءة استخدام السلطة وفتحت المجال ام التظلم وإثبات وقوع الضرر ومعاقبة من اساء استخدام السلطة وتعويض المتضررين.
الجوهر في هذا الموضوع هو توطين النفس على الحق وحب العدل وعدم استغلال السلطة من مبدأ حب المعاملة بالمثل وادراك ان ما تقبله لنفسك اقبله للأخرين وما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك فالمسؤولية أمانة في الاعناق وعهد في الميثاق وحسرة يوم التلاق.