نحو اعتماد مؤشر للاكتئاب العام
سامي الزبيدي
11-07-2010 03:40 AM
هناك حقيقة اجتماعية تتصل بالفرح والحزن، اذ تقول هذه الحقيقة ان الفرح يحتاج الى شركاء فيما الحزن لا شريك له، وحين يفرح المرء فانه يبحث عمن يشاركه الفرح اما الحزين فانه غالبا ما يبحث عن زاوية معتمة يتوحد فيها مع حزنه المقيم.
هذا الذي سلف من كلام يتصل بالافراد ولكن ماذا عن المجتمعات؟
المجتمعات ايضا تفرح وتصاب بالاكتئاب، فهناك فرح عام يعبر عنه في المهرجانات والاحتفالات الشعبية والاعراس، وهناك الاكتئاب العام الذي يتمظهر في الضيق الذي يبديه رب الاسرة حين يطلب منه شيء لا يقوى على جلبه و يتبدى ايضا في سحنة السائق حين يبث همومه الى اي راكب يعثر عليه في ناصية الشارع وعموما فان مظاهر الاكتئاب العام بادية للعيان بالرغم من انها غير قابلة للقياس وفق مؤشرات متعارف عليها.
المجتمعات لا تذهب الى الاطباء لتستشفي من وعكة ما، ولا دواء لها في المدى المنظور ان هي شعرت بالاعياء ولا تعرف اسبابا مباشرة للذي تشكو منه غير انها قد تعرف الاسباب بصورة عامة سواء كان مصدرها القطاع العام او الخاص.
ربما من الاجدى اعتماد المؤشرات الاقتصادية لقياس الفرح العام او الاكتئاب العام فارتفاع نسبة التضخم بمقدار 5% مثلا قد يجري اعتمادها كنسبة في ارتفاع مؤشر الاكتئاب العام، او اعتماد نسبة انخفاض اسعار المحروقات بمقدار 4% كمؤشر على انخفاض المؤشر العام وكذلك يمكن اعتماد سلة من السلع كمؤشر تم الاستناد اليه وكمحصلة عامة يمكن اعتماد جملة من المؤشرات الاقتصادية لقياس نسبة الاكتئاب العام او السعادة العامة.
ربما من المفيد انتاج مؤشرات تقيس نسب الاكتئاب العام او الفرح العام ليتسنى للمرشحين للانتخابات العامة رفع شعارات «علمية» واضحة من نوع :» نحو تخفيض الاكتئاب بنسبة 10%» او « انتخبوا مرشحكم فلان لرفع مستوى السعادة العامة بنسبة كذا بالمئة».
اعتقد انها فكرة قد تساعد في ترشيد الشعارات الانتخابية وكذلك يمكن ان تساعد المخطط الاقتصادي على قراءة المزاج الشعبي.
Sami.z@alrai.com
الرأي