حان الوقت حتى لا يأتي يوم معه نقول: فات الوقت، حان الوقت لأننا بحاجة إليه أكثر من أي وقت آخر، حان الوقت لأن الكيل طفح وزاد المطففون، حان الوقت لتمادي الفاسدين، وكثرة اللاعبين.
ولأن السخط والضيق يتطلب التغيير، ارتفعت وتيرة الاحباط فحان الوقت لالتقاط الأنفاس، وقرع الأجراس، ولأننا لم نعد نذق طعما للراحة فقد حان وقت الجراحة، لم نعد نشعر بالرضا وحالنا تتردى يوما بعد يوم، لهذا حان الوقت أكثر من أي وقت مضى، ولأننا أصبحنا نتوق إلى الأمل فقد حان الوقت للتوقف عن المماطلة والمراوغة.
حان الوقت للأفعال فقد اصابتنا الأقوال بالتخمة، وحياتنا كلها باتت زحمة، أصبحنا نتأخر في نومنا لأننا لم نعد نحرص على يومنا، حان الوقت ولا مجال لاختلاق الأعذار، لقد حان وقت التفاؤل حتى لا نذوق حسرة الفشل والتشاؤم، حان الوقت لإطفاء الغضب، والحد من الترهل والخلل في كل مفاصل الدولة، والبدء بخطوات فعّالة وسريعة مقنعة تعمل على تهدئة الرأي العام.
حقا حان وقت استبدال المسؤولين الذين جعلوا من مؤسساتهم مقابر للمبدعين والمجتهدين، ومراتع للمتملقين المصفقين بعناصر قيادية جديدة يدركون مسؤولياتهم ويتمتعون بالمصداقية والاخلاص للوطن، وتعمل بضمير من أجل مستقبل الاجيال القادمة، وقد حان وقت اتخاذ التدابير التي تضمن المساءلة والمحاسبة وتكبح جماح الإفلات من العقاب.
وقبل أن ينفذ فقد حان الوقت لجراحة عاجلة تستأصل اللامبالاة وعدم الاكتراث بما يسري في جسد الوطن من الآم تداعت من أجله كامل الأعضاء بالسهر والحمّى، حان وقت القضاء على التوريث في المناصب والمكاسب، والحد من سياسات الإقصاء المتعمدة، ووضع المناسب في مكانه المناسب والصحيح.
حان الوقت لحوار وطني شامل ومشترك، منتج وفاعل لمناقشة وتبادل وجهات النظر حيال مختلف قضايا الوطن والازمات التي يمر بها، واحترام حرية الرأي والتعبير، وإطلاق الحريات العامة، وتهيئة مناخ ملائم للحوار الهادف والموضوعي.
المرحلة المقبلة بحاجة إلى قرارات شجاعة، توافقية جريئة وكفاءات بنّاءة، وتنازلات ضرورية تقود البلاد في المسارات الصحيحة، وتعيد تصحيح ورسم خارطة الوطن كما أراده المخلصون من السابقين واللاحقين للمحافظة على منجزاته وهيبته وسمعته، لقد حان وقت التغيير لتصحيح أخطاء الماضي التي ارتكبناها لإنتاج نسخة جديدة محسنة لأنفسنا تليق بنا وبمنجزاتنا وقيادتنا، فالوقت حان ولا مناص من التغيير، فهل نلتقط إشارة جلالة الملك، وهل من عاقل مجيب.