منذ مدة ـ طويلة ـ،في الواقع، وانا افكّر بتقديم طلب انتساب الى «حزب المجانين» ،كعضو «عامل» و»فاعل» و»نشِط». طبعا انا «خجلان» اقول بودي لو اذهب الى «مستشفى المجانين» . حتى لا افاجأ بأن من يقيمون هنا هم «العقلاء» وأن مَنْ هم بالخارج هم «المجانين».
مشكلتي أنني بدأتُ أشعر ان هناك فئة كبيرة من الناس تسعى لاقناعنا ان الخطأ هو الصواب، وان الفضيلة هي الرذيلة والعكس صحيح، وأن الانتهازية هي الصدق مع النفْس، وأن «الزّعْرَنة» هي «البطولة» و «قلّة الأدب» هي كل الادب وان الصغار هم الكبار والعكس صحيح، وان السطحي هو العميق و القبيح هو الجميل و الإثم هو الشرف و الطويل هو القصير و الشرق هو الغرب و ان الأقزام هم عمالقة، لكنهم كشّوا مع الغسيل.
ولكم ان تزيدوا ما شئتم من الصفات والقيم التي انقلبت رأسا على عقب، بفعل التطور و التدحرج الإلكتروني و الإنبطاح الزئبقي والسياسي. و الإرتزاق المعرفي والأيدولوجي، طبعا، مش عارف شو بكتب، لكنني أبعثر الكلمات وانتم طبعا عاذريني لأنني عوّدتكم على الهبل، طيب، لو سألني احدكم ومن باب المناكفة وقال:هل ما تقوله،معقول؟ سأردّ عليه بكل ثقة: واللي بصير،اي عقل بتقبله؟ هناك شقلبة للرؤوس والمفردات والامثال الشعبية ،تغيرت وصارت الكترونية، ودائما هناك من يكرّس الخطأ حتى يصبح عادة يومية عادية، بل ان هناك من يتباهى بغلاظة قلبه، وسوء سلوكه وبرادة وجهه، حتى لو كنا في عزّ الشتاء.
اتذكّر مقولة لاحد السياسيين اللبنانيين عندما وقع لبنان لاشكالية سياسية كما يحدث هذه الايام، وكثُرت الاراء كالعادة بين مؤيد ومعارض، وظهرت اصوات تُطالب بتدخّل» العُقلاء» لحل المشكلة، وهنا قال صاحبنا» يا خيي ما بدنا العقلاء يتدخلوا، خلّي المجانين يطلعوا من « العصفورية» يحلّوها.
* ملاحظة: « العصفورية» مستشفى المجانين في لبنان. وهو الذي غنّت له صباح «ع العصفوريّة».
لهذا جاءت رغبتي، بتقديم طلب انتساب الى «حزب المجانين» واظنه «اكبر» حزب في الاردن والبلاد العربية، من المحيط الهادي الى المحيط الشادي . مين شادي ؟!!