بينما كنا صغاراً في المرحلة الابتدائية كان لزيارة المسؤولين من وزارة التربية وقع كبير على المعلمات وبالتالي ينعكس علينا نفس الاسلوب تتبعه جميع المعلمات ونفس الطالبات يقمن بالدور ذاته.
كانت المعلمات عندما يبلّغن بزيارة المشرفين التربويين تبدأ بإعطاء التعليمات وهي تعليمات صارمة لم نفهم الهدف منها الا بعد ان كبرنا وادركنا ان هذا الأسلوب في تجميل الواقع وإظهار افضل الموجود اذ لم يقتصر على الطلبة والمعلم والمدرسة ويبدو اسلوب المعلمات مقنعاً ان كل ما يقمن به لمصلحتنا وكي نظهر بمظهر لائق أمام مسؤول التربية ولم نكن ندرك الحقيقة فأول ما تقوم به المعلمات إعادة درس سابق لكي تضمن تفاعل الطالبات اكثر هذا كان بجميع المواد ومع ذلك يعاد للمرة الثانية قبل الزيارة لتأكيد الفهم اما الخطوة الأهم ان توزع الأسئلة على الطالبات مع الإجابة مع التعميم على الجميع أن يرفعن أيديهن للإجابة وبالطبع ستختار من تم إعلامها بالسؤال والجواب مسبقا والأولوية في اختيار من تمثل الصف كان لبنات المعلمات والمديرة وللأمانة كان منهن المتميزة حقا وايضا الضعيفة ومع ذلك الأولوية لهن بعد ان كبرنا عرفنا ان المعلمة تريد أن تكون مثابرة ومجتهدة ويكون لها مكانة عند المسؤولين لتحصل على المديح عند المديرة وبالتالي تقرير سنوي ممتاز اما الطالبات فستكون لهن فرصة اكبر من غيرهم في المشاركة باي حفل او مسابقة تعدها الوزارة وكن دوما صاحبات الحظ في الفوز كل هذه التجهيزات لمفتش التربية اما اذا بلغت المديرة بزيارة الوزير واكيد كانت قبل الزيارة بأيام كان هناك استعداد كبير يتزامن معه تعليق الدروس بالكامل لان الطالبات سينشغلن بتجهيز المدرسة نظافة عامة احيانا طراشة اما ورق القزاز فكان حاضر اً بقوة لحف الرحلايات حيث كانت في تلك الأيام مقاعد مشتركة تاخذ ثلاث طالبات لذلك كانت العملية سريعة اما طالبات الكشافة والمعلمة المسؤولة عنهن فلها جهود كبيرة في التدريب على الحركات والصيحات الكشفية لاستقبال الزائر الكبير.
الهدف من كل هذا ان تظهر المدرسة باجمل حلة وان يشاهد الوزير مدرسة نموذجية بادارتها ومعلماتها وطالباتها كان من المحرمات ان يظهر اي نقص في المدرسة.
اذكر أن معلمة الرياضة كانت تدرس مادة اللغة العربية ماذا لو عرف معالي الوزير هذه المعلومة هل سينقل نقص التعيينات على طاولة رئيس الوزراء ام سيقوم بما قامت به المديرة وما تقوم به المعلمات اتصال صديقة لي قبل أيام تشكو لي من مديرها في زيارة وزيرهم المعني وقد عرضت مشاكل ونقص في الكوادر وسوء مبنى يفتقد كل مقومات ان يكون مؤسسة حكومية.
المدير الذي غضب منها أشد الغضب وقال لما لم تخبريني قبل مجيئ معاليه لنعالج المشكلة يبدو انه متأكد من صاحب المعالي ان لم تشتك عن سوء الحال لن يشاهد اي مشكلة بالرغم وضوحها سينشغل بالاستقبال المهيب.
اهلا وسهلا معالي الوزير حللت اهلا ووطئت سهلا ولا نتائج لأي زيارة