هل يستحق الأردن هذه المعاملة من واشنطن?
فهد الخيطان
10-07-2010 05:17 AM
الموقف الأمريكي من البرنامج النووي يصيب المسؤولين بالمرارة وخيبة الأمل.
حرص اكثر من مسؤول على التقليل من شأن الخلافات بين الاردن والولايات المتحدة الامريكية حول شروط التوقيع على اتفاقية تعاون نووي بين البلدين.
المناقشات من أجل توقيع الاتفاقية بدأت منذ سنة تقريبا, وفي اخر جولة حوار للجانبين اتضح ان البون ما زال شاسعا بينهما بشأن مسألة اساسية وهي حق الأردن في تخصيب اليورانيوم وانتاج الوقود اللازم لمفاعلاته النووية.
لن ندخل في التفاصيل فهي ما زالت مدار بحث, والجانب الاردني واثق من الوصول الى اتفاق في نهاية المطاف كما اكد رئيس الوزراء سمير الرفاعي ل¯ »العرب اليوم«. لكن التطمينات الرسمية والتصريحات المتتالية عن عمق الصداقة بين البلدين و»الصبغة الاستراتيجية« التي اخذتها العلاقة الاردنية الامريكية كما صرح وزير الخارجية ناصر جودة بعد لقائه أمس الأول نظيرته الامريكية هيلاري كلنتون لا يمكن ان تخفي شعورا بالمرارة والقلق وخيبة الأمل الاردنية جراء هذا الموقف الامريكي تجاه بلد حليف وصديق لامريكا في المنطقة وقف الى جانبها في احلك الظروف وقدم خدمات سياسية وأمنية لم يكن لاحد ان يقدمها لامريكا وهي تواجه كراهية لا مثيل لها عند الرأي العام الاردني والعربي عموما.
لم تقدر واشنطن للأردن كل ما فعله ليحافظ على التحالف معها وتبني سياساتها في المنطقة. فعندما احتاج لدعمها في برنامجه النووي السلمي عاملته كما لو انه دولة عابرة لا تعرفها من قبل, وانحازت بشكل اتوماتيكي الى جانب اسرائيل التي تسعى بكل طاقتها لتعطيل البرنامج النووي, وكان لافتا بروز اصوات اسرائيلية وامريكية في الصحافة تنتقد امريكا واسرائيل على مواقفهما تجاه الاردن وتذكّر بالمصالح المشتركة معه.
لا شك ان الاردن يشعر بالخذلان تجاه واشنطن وتساءل مسؤول اردني سابق بمرارة: هل نستحق هذه المعاملة من الادارة الامريكية?.
المقلق في الموقف الامريكي انه يستجيب للمزاعم الاسرائيلية التي تخشى ان يتجاوز الطموح النووي الاردني حدوده في المستقبل ويتخذ طابعا عسكريا سرعان ما يتحول الى قوة في ايدي المتشددين.
رواية لا يمكن لاحد ان يصدقها, لكن المشكلة ان امريكا صدقتها مما يعكس حالة من عدم الثقة بالاردن واستقراره السياسي.
كان الاردن يراهن باستمرار على تحالفه الوثيق مع امريكا للجم اسرائيل في سعيها لحل القضية الفلسطينية على حسابه وعندما قدم الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش ضمانات مكتوبة لاسرائيل فيما يتصل بقضايا الحل النهائي شعر الاردن بالقلق وطلب ضمانات مماثلة بان لا يكون أي حل لقضية اللاجئين على حسابه وحصل في ذلك الحين على ضمانات شفاهية. بدت الادارة الامريكية في ذلك الوقت حريصة على تهدئة روع الاردن, لكنها اليوم لا تبدي حرصا مماثلا وتصر على اخضاع البرنامج النووي الاردني للشروط الاسرائيلية.
اذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للانحياز الى جانب اسرائيل في قضية اردنية خالصة فكيف يكون موقفها اذا في قضايا الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي التي تمس بشكل جوهري المصالح العليا للاردن? أي ضمانات امريكية يمكن الوثوق بها بعد اليوم.
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم