بعد غياب 20 عاماً عن دولة قطر واثناء زيارة خاصة، سعدت بلقاء الاصدقاء والزملاء من أهل قطر الكرام الذين استقبلوني بكل حفاوة وترحيب، ينم عن أصالة هذا الشعب الذي يتصف بالطيب والكرم ويكنون للأردن وقيادته وأهله كل التقدير والحب والاحترام، كما يبادلهم الأردنيون نفس مشاعر المودة والاحترام والتقدير.

وسمحت الفرصة اثناء هذه الزيارة، باهداء مذكرات الوالد سامي السماعين رحمه الله «مذكرات ضابط اردني.. خفايا وأسرار» الى العديد من الأخوة في دولة قطر وعلى رأسهم سعادة اللواء حمد بن علي العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع الاسبق واللواء يوسف المناعي، واللواء جابر الكعبي، واللواء محمد ابراهيم المهندي، والاخ الصديق العميد حمد بوهندي.

العلاقات بين دولة قطر والأردن تاريخية تعود في بداياتها الى نهاية ستينات القرن الماضي، عندما أوفد الاردن العديد من الخبراء العسكريين إلى قطر وذلك قبيل حصولها على الاستقلال من بريطانيا في الثالث من شهر أيلول من عام 1971.

ومن الجدير ذكره، أن تلك الخبرات العسكرية الأردنية كانت مفصلية في دعم جهود القيادة القطرية في تأسيس وتدريب القوات المسلحة القطرية، والأجهزة الأمنية وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة القطرية.

من يعود لزيارة قطر سيذهل للتطور الهائل الذي حصل خلال الخمسة عشر عاماً الماضية في المجالات كافة، ففي المجال العمراني باتت الدوحة عروس الخليج العربي، أما المجال الاقتصادي فيعكس نصيب الفرد القطري من الناتج القومي وهو الاعلى في العالم، مدى متانة وقوة الاقتصاد القطري وحسن إدارته, والفضل لهذا التطور يعود لسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والد سمو الأمير الشاب الشيخ تميم، وكذلك لسمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند والدة الشيخ تميم، حيث كان لجهودها الأثر بالغ الأهمية في تطوير التعليم ودعم المرأة القطرية.

زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الأخيرة إلى دولة قطر تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، ونأمل رؤية الاستمرار في تمتين هذه العلاقات لما فيها مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، فدولة قطر تحتاج لمختلف الخبرات الأردنية، ونحن نحتاج لزيادة الاستثمارات القطرية في الأردن، فلا أذيع سراً عندما أذكر أن الاردن وجهة سياحية مفضلة للعائلات القطرية، والعديد منهم قاموا بشراء المنازل والمزارع ويمضون معظم أوقات السنة في الأردن الحبيب.

waelsamain@gmail.com

الرأي