الى متى هذا الرهان الفاشل؟!
سلامه العكور
09-07-2010 09:14 PM
في كل مرة ينشب خلاف او اختلاف في وجهات النظر بين واشنطن وتل ابيب يجد حله على حساب الحقوق والمصالح الفلسطينية والعربية...
وهذه المرة فان ما سمي بالخلاف بين ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما وبين حكومة بنيامين نتنياهو فان زيارة الثاني للولايات المتحدة ولقاءه مع الاول كان كفيلا بتبديد هذا الخلاف جراء تراجع باراك اوباما عن مواقف اعلنها سابقا ارضاء للحزب الجمهوري وللمنظمات الصهيونية المتنفذة في بلاده...
بل ان باراك اوباما قد تطوع للاشادة بضيفه وباجراءات حكومته في تخفيف الحصار عن قطاع غزة وفي حرصها الكبير على تحقيق السلام في المنطقة متناسيا سياستها في تكثيف عملية الاستيطان وفي المضي في بناء السور العنصري ومصادرة مناطق واسعة من الضفة الغربية ومن القدس الشرقية وضواحيها وتهجير سكانها من ابناء فلسطين بالقوة وهدم منازل الذين يرفضون النزوح والمشهود لهم بمقاومة الاحتلال العنصري... ومتناسيا كذلك فشل المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الفلسطيني في تحقيق اي شئ بسبب تعنت حكومة نتنياهو ورفضها اقتراحات باراك اوباما نفسه... بل ومتناسيا ما فعلته حكومة نتنياهو وجيشها العنصري في «اسطول الحرية» الذي جاء حاملا مواد تموينية ودوائية لابناء غزة...
ومن يدري فقد يجد مقترح نتنياهو باستئناف المفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني باعتبار «العيون مغاريف الكلام» ترحيبا من قبل ادارة اوباما ، وذلك لانها قد تتفادى الحرج الامريكي اولا ثم الاسرائيلي عند انتهاء مدة الاربعة شهور في نهاية ايلول المقبل والتي هي مدة وقف عمليات الاستيطان المزورة بدون توصل المفاوضات غير المباشرة الى شئ...
لقد قدم اوباما ثمنا على حساب الفلسطينيين لزيارة نتنياهو لواشنطن ، علما بان الاستيطان لم يتوقف يوما واحدا ، وان قضايا الحدود واللاجئين والمياه والقدس الشرقية لم تبحث قط في المفاوضات غير المباشرة لان الجانب الاسرائيلي كان يطرح امورا هامشية لمشاغلة الجانب الفلسطيني وبعث روح الاحباط واليأس لدى المفاوض الفلسطيني...
وباختصار شديد فلقد ثبت بالتجربة العملية الملموسة ولعدة عقود ان الوساطة الامريكية من قبل الادارات الامريكية المتعاقبة قد فشلت في تحقيق السلام بسبب فشلها في اقناع الحكومات الاسرائيلية الالتزام باستحقاقات السلام وبسبب انحيازها المطلق ودعمها اللامحدود للاطماع الاسرائيلية في الاراضي والثروات الفلسطينية والعربية ، وكذلك بسبب دعمها وحمايتها للسياسة الاسرائيلية العدوانية العنصرية الرامية الى ابادة او تهجير الشعب الفلسطيني عن اراضيه وممتلكاته لتقيم دولتها اليهودية العنصرية بين النهر والبحر....
من هنا فان استمرار الرهان الفلسطيني والعربي على الوساطة الامريكية وحتى على وساطة باراك اوباما لن تحقق السلام في المنطقة ولن تقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف التي هوُد الجزء الاعظم منها ، ولن تعود الجولان السورية والاراضي اللبنانية المحتلة من خلال الوساطة الامريكية.. ويقال «الذي يجرب المجرب عقله مخرب»..
لقد فقدت الولايات المتحدة الامريكية صدقيتها ، فهل يعيد الجانب الفلسطيني والعربي النظر في سياساته ويراجع مواقفه ويبحث عن خيار بديل يضمن استعادة اراضيه وحقوقه ويحقق السلام والامن والاستقرار وفرص البناء والانماء للشعوب العربية المنكوبة ؟!...
الرأي