احمد الشقيري يطالب تحويل الاردن الى جمهورية فلسطينية وتأسيس جيش بقيادته

تحريض من جهات مختلفة للمظاهرات في الاردن

لم يتحرك عربيا واحدا لنجدة الاردن سواء اعلاميا او عمليا.. ولكن تحركت السنتهم بالتحريض والشتم

التقدير لدولة الكويت الشقيقة لتبرعها باعادة اعمار بلدة السموع

لا يمكن القول ان سبب الهجوم على بلدة السموع الى الجنوب الغربي من الخليل في 13 تشرين الثاني عام 1966 هو بسبب تعرض حافلة اسرائيلية للغم ومقتل اثنين او ثلاثة فيها جنوب بلدة السموع. كان الحادث عاديا ومماثلا لغيره، وهنا لم تكن هناك بوادر لعمل عسكري، ولكن مع فجر 13 تشرين الثاني 1966 تظهر القوات العسكرية الاسرائيلية متجهة الى السموع عبر قرية رافات وبجانب مخفر رجم المدفع والى الغرب من مخفر الاصيفر وجميعها متاخمة لخط هدنة عام 1948م؟

ولكن كانت حركة القوات المهاجمة هي حركة قوات لا تتوقع اية مقاومة ، ومهمتها كانت دخول بلدة السموع وتدمير منازل محددة سلفا، ولكن كانت المفاجأة بوصول القوات الاردنية والاشتباك مع العدو في معركة حامية واستشهاد 15 جنديا اردنيا منهم الرائد محمد ضيف الله الهباهبة . مساعد قائد السرية اضافة للرائد الطيار موفق بدر السلطي.

بلدة السموع الى الجنوب من الخليل بحوالي 16 كلم ولا يزيد عدد سكانها عن ثلاثة الاف نسمة ، وكان الهدف الرئيسي للعدوان ليشكل اختبارا لجدية اتفاقية الدفاع العربي المشتركة التي تقضي باسناد القوات الاردنية بالطائرات المقاتلة حين تعرض الجبهة لاي عدوان، ومن ثم اختبار قوة الرد العسكري الاردني وكشف اساليب القتال، ولعل هذا هو جزء من خطة الاعداد لعدوان قادم شامل والذي كان فعلا متمثلا في عدوان حزيران 67.

كتب المغفور له الملك الحسين عن معركة السموع في كتابه حربي مع اسرائيل، وفي قراءة هذه المعركة ما يشير الى هذه الحقائق ، وكلمة الحسين يرحمه الله في السموع في ثاني يوم المعركة لها دلالتها وهو يقول: اليوم بدأت معركة احتلال القدس.

كان اتجاه العدو في الهجوم من جهة جنوب القرية بمسافة اربعة كيلومترات مرورا بقرية صغيرة اسمها رافات، وتألفت قوات الهجوم من حوالي سرية دبابات معززة بآليات مجنزرة ومجموعات هندسية لتنفيذ عمليات النسف للمنازل والتلغيم.

وتحركت القوات الاردنية فورا من محورين: الاول من بلدة الظاهرية الى الغرب قليلا من بلدة السموع، والمحور الثاني من بلدة يطا الى الشمال الشرقي، ونذكر هنا وجود مخفر شرطة اردني فيه اقل من عشرة من الشرطة الاردنيين تم تدميره في مقدمة الهجوم (يعرف باسم مخفر رجم المدفع، وكان حجم القوات الاردنية هي أقل من كتيبة مشاة من لواء حطين بقيادة العقيد بهجت المحيسن الذي جرح في المعركة، وكان في الميدان ثلاثة كتائب اردنية هي كتائب: عبدالله بن رواحة -37 بقيادة المقدم فهد مقبول الغبين، وجعفر بن ابي طالب -39 بقيادة المقدم عواد شهاب. وصلاح الدين الايوبي -49 بقيادة المقدم احمد اسعد غانم

دامت المعركة لحوالي اربع ساعات خاضت قواتنا معركة شرسة وشارك سلاح الجو الملكي الاردني في التصدي للطائرات المعادية واشتبكت معها واسقطت طائرتين وسقط لنا طائرة واحدة واستشهد قائدها موفق بدر السلطي. وقد لقي قائد حملة العدو يوشاهام مصرعه على يد جندنا البواسل

اثارت معركة السموع الرأي العام العربي والمحلي، وسارت مظاهرات منددة بالعدوان وتطلب التعاون والتلاحم العربي فورا للاستعداد للقادم.

والاهم كانت المعركة اختبارا لقدرات قواتنا المسلحة وجاهزيتها في الرد والتصدي لأي عدوان بكفاءة وشجاعة عالية، وقدم الجيش العربي الاردني 15 شهيدا هم: الرائد محمد ضيف الله الهباهبة، ملازم أول طيار موفق بدر السلطي، الجندي حمدان عبدالرحمن كرم الخليفات، الجندي سالم عليان سليمان العموش، الجندي راجي مقبول سالم الشموط، الجندي أحمد سعيد موسى العثامين، الجندي عبدالقادر عبدالجواد عودة الحروب، الجندي مفلح محمد سليمان الحناتلة، الجندي إبراهيم حسن يوسف مصلح، الجندي يونس حسين مسلم العريقات، الجندي عبدالقادر شاكر محمد صدقة، الجندي عطاالله علي متروك العوران، الجندي أحمد عبدالكريم محمد السويطي، الجندي عبدالرحيم عبدالله مسلم محفوظ و الجندي محمد أحمد حمد دار عودة.

ولكن للاسف كان عدوان السموع اختبارا لاتفاقية الدفاع العربي المشتركة التي لم يكن لها اي دور في هذا العدوان فسقطت هذه الاتفاقية مع الاختبار الاول .

السموع محطة تاريخية وحالة تكشف الكثير عن الخفايا ، وهي ضمن مخطط احتلال الضفة الغربية ،ولعل مقولة ان اسرائيل لن تتعرض للاردن لو لم يشترك في حرب 67 ،هذه المقولة مناورة تضليلية ، وكان اهم هدف لعدوان حزيران 67 هو احتلال القدس والضفة الغربية وفرض امر واقع جديد على الاردن.

تحدث المغفور له الملك الحسين في كتابه حربنا مع اسرائيل عن صورة من الموقف العربي تمثل بتصريحات احمد الشقيري الذي طالب بتحويل الاردن الى جمهورية فلسطينية ، وان يتم تشكيل جيش فلسطيني يكون هو القائد العام لهذا اللجيش ويرابط على الحدود ، جلالة الحسين قال " انه يريد تشكيل جيش بين ليلة وضحاها ؟؟ "

نتذكر ان دولة الكويت الشقيقة قد بادرت الى تقديم 400الف دينار كويتي لاعادة اعمار السموع ، عدا عن تبرعات مختلفة من دول عربية ومن المجتمع المحلي ، ولكن نحن في هذه الايام خاصة بحاجة الى اعادة اعمار انفسنا ، وفهم تاريخنا ،وتحصين هويتنا ووطنيتنا ،والتقدم الى الامام والمستقبل ينتظر من يسعى اليه.