ولي العهد للأقباط: هلموا لزيارة الأردن
الاب رفعت بدر
14-11-2021 12:16 AM
جميلة ومهمة الزيارة التي قام بها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى مصر الشقيقة، فبالإضافة إلى اللقاءات الرسميّة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والاتفاقيات ذات الطابع السياسي والاقتصادي، كانت لزيارة سموه إلى كاتدرائية القديس مرقس، ومقابلته للبابا تواضروس أهميّة خاصة، فالأخوة الأقباط الارثوذكس يشكّلون الكتلة المسيحيّة الأكبر في هذا الشرق العزيز، وبالتالي فإنّ زيارتهم هي تعزيز لمكانتهم وحضورهم وإسهامهم الحضاري في بلدهم، وفي كل أماكن انتشارهم وعملهم، ومنها الأردن الذي يحتضن الألوف منهم، وهم كما هو معروف عنهم عاملون نزيهون وكرماء وأمناء.
الزيارة إلى مقرّ الرئاسة الروحيّة للأقباط هي نقل لتحيات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لهم، رئاسة وشعبا، وهي تشجيع لهم وطمأنة بأنّ القادم أفضل بإذن الله، فإلى جانب وباء كورونا الذي تعاني منه الأسرة البشريّة، بدون تمييز، فإنّ الأخوة الأقباط قد عانوا في السنوات الأخيرة من وباء الاضطهاد الذي مارسته بعض الجماعات الإرهابيّة تجاههم، وأحيانًا كثيرة فُجّرت الكنائس فوق رؤوس المصلين.
إنّ زيارة ولي العهد الشاب إلى «المقر البابوي» هي زيارة تشجيع وطمأنة، ليس لمسيحيي مصر فحسب، بل لكلّ مسيحيي الشرق، وهو شرق آمن بفضل حكمائه وبإذن الله تعالى.
الزيارة كذلك، وبحضور وزير السياحة نايف الفايز، ورئيس الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة في الأردن الأب أنطونيوس صبحي، هي دعوة للتعاون السياحي بين البلدين الشقيقين: الأردن أرض المعموديّة، ومصر بلد العائلة المقدّسة، وما شخص العائلة المقدسة الذي سطع إلى جوار البابا تواضروس إلا دلالة على الهويّة المصريّة في السياحة الدينية، فهنالك حطت العائلة المقدّسة (السيد المسيح وأمه البتول مريم ومار يوسف) الرحال هربًا من بطش هيرودسن واصبحت السياحة الدينية عنوانها «طريق العائلة المقدسة». أمّا الأردن السياحي الديني، فهو رائد في هذا المجال ولدينا العديد من المواقع إلى جوار المغطس – مكان المعموديّة، مثل مار الياس وجبل نيبو وسيدة الجبل ومكاور وغيرها. وان زيارة سمو الأمير هي دعوة موجهة إلى الأشقاء الاقباط أن: هلمّوا وزوروا بلدكم الثاني الاردن وتبّركوا بمياه النهر الخالد. وقد رأينا صوراً للأردن السياحي معروضة على هامش الزيارة، فشكرًا سموّ الأمير على ترويجك للسياحة الدينيّة، ودعوتك ليكون الاشقاء أول من يزور بلدنا الحبيب بعد مرحلة التعافي.
وبعد زيارة البابا، كانت زيارة الشيخ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وهو يمثّل مع الهاشميين الأعزاء تيّار الإسلام المنفتح والمعتدل. والدين ما كان ليكون الا خادمًا للإنسانيّة، وكرامة الإنسان. وفي لقاء الأمير بالشيخ تلتقي المبادرات الأردنيّة من رسالة عمّان وكلمة سواء وأسبوع الوئام، مع توقيع شيخ الأزهر والبابا فرنسيس في عام 2019 على وثيقة الأخوّة الإنسانيّة التي أنتجت يوم الأخوّة الإنسانيّة في الرابع من شباط من كلّ عام، والذي يقع في قلب أسبوع الوئام بين الأديان الذي أقرّته الأمم المتحدة تجاوبًا مع مبادرة أردنية هاشميّة قبل أكثر من عقد من السنوات. وقد غرّد شيخ الأزهر تلو الزيارة، وقال: «سعدت اليوم باستقبال سمو الأمير الحسين بن عبدالله، ولي العهد الأردني؛ وجدت فيه أنموذجاً مشرفًا للشباب العربي المسلم، ناقشنا أبرز قضايا الأمة الإسلاميّة، والتحديات التي تواجه الشباب العربي، وأهمية تأهيل قيادات شبابية للنهوض بأوطاننا، وحمل راية السلام، ومواجهة التحديات المعاصرة».
ومن بلد المعموديّة ألف تحيّة لسموّ «النقيب» الأمير الحسين بن عبدالله. وألف تحيّة للأشقاء في مصر، بلد العائلة المقدّسة. وإلى المزيد من التعاون بإذن الله!
(الرأي)