facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أين "الحكماء" في بلدنا,. هل إنقرضوا مثلا !


شحاده أبو بقر
13-11-2021 07:45 PM

الحوار الجاري في بلدنا منذ سنوات " هذا إن كان حوارا بالمعنى الفعلي للحوار " يجري كله إلا ما ندر، خارج ما ألفناه في عهد الآباء والأجداد يرحمهم الله، من قوة المنطق المستند إلى عفة الطرح ونبل الكلمة وقيم تبادل الإحترام والترفع عن الشتيمة والسباب.

اليوم يجد كل متابع ومراقب للكثير مما يقال وما يكتب، أنه وسط طوفان عارم من "الفوضى"، حيث الإتهامات وتبادل غث الكلام والإشاعات وحتى المعلومات إن صحت، يجري تقديمها بقالب ناقم لا يتورع ولا يتردد في إستخدام أسوأ العبارات حد الخوض في المحرمات في الكثير من الأحيان.

هنا، يقف الحليم حيرانا، فهل هذه هي قيمنا الجليلة وأخلاقنا الحميدة وسجايانا الأردنية الأصيلة وعنوانها شرف الخصومة وأخلاق الفرسان التي عشنا طويلا نفخر بها ونعتز، لا بل ونباهي بها الشعوب التي رأت وما زالت ترى فينا " النشامى " الذين تميزوا وبحق، عن سواهم من أمم وشعوب برجولة الخلق الرفيع وقيم النخوة والشهامة والأنفة والترفع عن السفاسف.

نعم، بلدنا بأمس الحاجة إلى الإصلاح الشامل في سائر الميادين، ونحن جميعا نعاني الأمرين، ولا بد لنا من عمل وجهد وطني تشاركي يخرجنا مما نحن فيه من ضنك وإحباط وإنحسار لمنسوب الثقة بيننا وبين دولتنا ومؤسساتنا الوطنية التي هي رأسمالنا.

هذا صحيح ولا ينكره غير منافق متكسب، ولكن، هل الحل هو بتدمير الدولة وبأيدينا نحن كما يريد ويتمنى أعداؤنا المتربصون بنا، والذين يعملون ليلا نهارا على إنتهاز نقمتنا وغضبنا وعتبنا لإضعاف بلدنا ودولتنا لغايات في نفوس أكثر من يعقوب.

وهنا أيضا.. أتساءل أنا العبد الفقير لله وحده، ترى، أين حكماء البلد، هل إنقرضوا وما عاد لهم من وجود يذكر!، أين الرجال الرجال الذين خبرناهم وعاصرناهم نحن من عشنا البردين، والذين ما غضت منهم الجفون ذات ليلة والأردن في محنة.

أين الرجال الرجال الذين ظلت النفوس منهم منذورة لخدمة الأردن والإرتقاء بقيمته وقيمه ورفض الفوضى والشطط في القول والعمل ونبذ كل متهور يلقي بالكلام على عواهنه دون تقدير للعواقب بحق وطن أفنوا الأعمار في بنائه ودفاعا عنه، وغادروا دنياه فقراء في المال أثرياء في حسن المآل بإذن الله!

يجب أن نعترف، بلدنا يمخر عباب فوضى الكلمة التي لا توفر أحدا عبر ما يسمى بوسائل التواصل وأي تواصل هذا !، وهل هذا هو السبيل الذي سيفضي بنا إلى الإصلاح الذي نريد، أم إلى الدمار الذي نرفض كلنا وبأقصى طاقاتنا، خاصة ونحن نرى رأي العين عيون الذئاب تطل من أرجاء شتى !!.

أختم بالتساؤل المشروع وكلي ألم، حقا أين الرجال نبع الحكمة والرجولة الذين ما توانوا يوما عن قول كلمة الحق في حضرة كل خارج عن الصف مواطنا كان أم مسؤولا، وليس لهم من غاية إلا مصالح البلاد والعباد حتى أخرجونا من كل محنة ومشكلة مهما كانت سالمين غانمين !!! . هل فقدنا أمثالهم وصارت ساحة بلدنا مرتعا خصبا لكل صاحب هوى يقدمنا وبلدنا وسلطاتنا ومؤسساتنا وحتى هويتنا على طبق من ذهب، لعدو يتجهمنا متربصا بنا هو واعوانه!.

ويا للأسف والحسرة معا، فلقد غدا الإحترام المتبادل بيننا ندرة، وقلته كثرة، والشجار والخصام حدث ولا حرج. ونبحث عن حكماء قلوبهم على الأردن، فلا نجدهم، إلا ما ندر، فالأردن بخير في رأي أكثرهم، ما داموا هم على صهوات جياد المناصب، أما إن ترجلوا عنها، فهو في نظرهم، "خراب " ولا شأن لهم به، ولتقلع حكوماته شوكة بأيديها وحدها، وإن رحلت فهو الأفضل والمطلوب بالنسبة للكثرة منهم، عل الكرة تتدحرج إلى أحضانهم!، ناسين ومتناسين أن الأردن هو بعد الله سبحانه، صاحب الفضل الأول والأخير في كل ما إكتسبوا من جاه ومال ومناصب ومكاسب.

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو تبارك وتعالى من وراء قصدي، ولك الله يا بلدنا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :