facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوم الوفاء للوطن


د. أميرة يوسف ظاهر
13-11-2021 02:57 PM

في ذكرى ميلاد الملك الباني -المغفور له بأذن الله- الملك الحسين بن طلال، من رحم الذكرى خرج الوفاء للوطن فالحسين يمثل رمزية هامة في تاريخ الأردن، مثلت الخروج بالوطن من مخاض الأزمات التي تبعت احتلال فلسطين التاريخية عام 1948م واستشهاد الملك المؤسس عبدالله الأول -رحمه الله- إلى ما بعد حرب الخليج الثانية قبيل استشهاد الرئيس العراقي صدام حسين -رحمه الله-، وبين تلك الحادثتين تراوحت الأحداث في الأردن والمنطقة، وشكلت منعطفًا تاريخيًا بين مدٍ وجزرٍ، كان للأردن مواقف مضيئة، تمثلت في استبسال الجيش العربي في حرب 67 والكرامة ومشاركة الجيش العربي في حرب تشرين عام 1973م على الجبهة السورية، ثم الدخول الى عهد البناء مع انتهاء الصراعات العربية، فقد أرسى الحسين بناء جامعات أخرى غير الجامعة الأردنية عام 1963م، كجامعة اليرموك عام 1976م وجامعات مؤتة والبلقاء وال البيت والهاشمية، ثم فك الارتباط عام 1989م وقبلها كان الملك الباني قد وافق على اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني عام 1974م، وبعد اتفاقية أوسلو بين الطرف الفلسطيني والصهيوني، كمقدمة لحل الصراع ذهب الأردن في عهد الحسين لاتفاقية وادي عربة بعد ضمانات أمريكية بانتهاء الصراع وتأسيس الدولة الفلسطينية، وقد نجح الملك الحسين في الوصول لمراحل نهائية في انجاز هذا الحلم لولا نقض الصهاينة وقتلهم لاسحق رابين الذي كان اقرب قادتهم في توقيع اتفاق مع الملك حسين، وبعدها أصيب الحسين بمرض السرطان الذي قاومه بكل ضراوة ولم يثنه عن المضي في بعض الالتزامات العربية والوطنية، وقد غيب الموت الملك الباني الحسين بن طلال -رحمه الله- لتنتهي حقبة هامة من تاريخ الأردن أخذ الأردن من خلالها موقعًا هامًا وتاريخيًا رغم صغر حجمه من حيث المساحة والسكانً، إلا أنه أصبح رقمًا صعبًا في المحافل الدولية والعربية ونستذكر دور الملك الحسين في تسليط الضوء على القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ونتذكر ترؤس جلالته للوفد العربي المشترك بعد حرب الخليج الثانية، وهذا يدل على المكانة التي حظي بها جلالته رغم الموقف الأردني المؤيد للعراق آنذاك على عكس معظم الدول العربية، وقد تكون الوفد من وزراء خارجية عرب وزار معظم عواصم صناعة القرار لتوضيح الموقف العربي المنبثق عن مؤتمر القمة العربية، وقد أفضت نشاطات الملك إلى البدء في حل القضية الفلسطينية وانتقال منظمة التحرير الفلسطينية من تونس معقلها الأخير قبيل العودة الى أرض الوطن منتصف تسعينيات القرن الماضي.

الوفاء للملك الباني الحسين بن طلال، هو استيعاب لتاريخ طويل تجاوز المهاترات التي شهدها الوطن الكبير والتي أدت لضياع فلسطين، ونستذكر بوفاء كبير كيف كان موقف الحسين في حرب الخليج الثانية إلى جانب العراق ضد موقف 30 دولة عربية وعالمية، وكان من الحكمة والذكاء أن أعاد علاقة الأردن بالشقيقات في الخليج وباقي الدول العربية، ويكتب للحسين أنه أعاد مصر الى الصف العربي بعد كامب ديفيد، وأعاد الوحدة لليمن، وقد عقد مؤتمر الوحدة في عمان خلال تسعينيات القرن الماضي، وكان للحسين دورا كبيرا في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وهو الذي افتتح المؤتمر التأسيسي لها في القدس عام 1964م ورعى مؤتمرات المجلس المركزي الفلسطيني في عمان عدة مرات، وهذا غيض من فيض من حياة الحسين نتذكره وفاء للحسين ووفاء للوطن.

وبعد وفاة جلالة الملك الحسين تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني -حفظه الله- مقاليد الحكم، وصار الاحتفال بذكرى ميلاد الملك الحسين هو يوم الوفاء للوطن، وبالإنجازات العظيمة التي حققها الملك الحسين -رحمه الله-، وقد قام جلالة الملك عبد الله الثاني بالبناء على سمعة الأردن التي اكتسبها في عهد الحسين، وبدأ بالاهتمام بالشأن الداخلي، مع متابعة المنجزات التي حققها الملك الحسين وطنيًا وعربيًا وعالميًا، وفاء بتاريخه وانجازاته.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :