تطبيق برامج التنمية البشرية ضرورة وليس ترفا فكريا
د.أسمهان ماجد الطاهر
13-11-2021 11:30 AM
لقد شعرت بالحزن والأسف على ما تم تداوله من مقاطع مجتزئة للقاءات الشباب والصبايا في اكسبو دبي.
والحديث حول تنظيم ومظهر الجناح الأردني لم يسلم من المهاجمة والقدح.
في حقيقة الأمر التفسير الوحيد الذي اميل إليه أن ما حدث هي مخرجات الواسطة والمحسوبية في التعين والاختيار للأعضاء المشاركة.
لقد تحدثنا كقادة رأي عام عن الشباب كثيرا، وقامت العديد من مؤسسات المجتمع المدني بطرح البرامج التي يجب أن يمر بها كل شاب وصبية اردني يريد أن يتحدث في الشأن العام أو يشارك في انتخابات أو يتحدث بإسم الأردن في مؤتمر أو محفل عام ولكن للأسف لاحياة لمن تنادي.
المحسوبية هي التي ساعدت على حدوث أخطاء فادحه من هذا النوع وبديهية.
والجيل الشبابي يحتاج إلى الكثير من التدريب والتوجيه في العمل وفق برامج منهجية منظمة تصقل الثقافة الشبابية.
واظن أن الارتباك أحد أسباب خطأ الشابة، وهذا يعزى إلى ضعف كان لا بدَّ من العمل علية لجعل الكلام يخرج من عقل المتكلم بسلاسة ومنطقية، ووفق أسس علمية.
لقد ترأست جمعية للشباب لسنوات وتم إعداد برامج للتنمية الثقافية والوطنية والاجتماعية والسياسية للشباب بقيت حبيسة الإدراج وتعاني صعوبة في التطبيق والتنفيذ، بسسب عدم الدعم اللوجستي والمالي من الجهات ذات العلاقة لمثل تلك البرامج التي تعني بالتنمية البشرية.
فلا داعي للتهويل الغير مبرر ستكتفي بالقول صبية وتاهت بين المدن القريبة من هول انبهارها بالظهور الغير مدروس أصلًا.
الحل لمثل تلك النكسات والأخطاء ليس أن يكتب كل شخص بوست على الفيسبوك وينشر الفيديو الذي دخل إلى منصات التواصل الاجتماعي، فالتكنولوجيا والكاميرا لا ترحم الأخطاء، بل تجعلها في متناول الجميع وبسرعة.
النشر والمزاودة ليس حلًا، علما بأن الموقف ما عاد يحتمل اخطاء من هذا النوع.
في الواقع لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراءلا بدَّ من التفكير بحلول جذرية لإعداد فرق من الشباب بطريقة منهجية لائقة وبثقافة حصيفة، ممن يتم تدريبهم على مهارات الاتصال والتواصل بطريقة هادئة وحس وطني من أجل أن يظهروا كسفراء شباب للأردن بما يليق بدولة تأسست منذ مئة عام.
على أعتاب المئوية الثانية نصاب بالذهول من أخطاء يجب أن لا تحدث بديهيًا.
في كل دول العالم التعليم والتدريب عملية مستمر حتى بعد الحصول على الشهادات الجامعية.
هناك خصائص ومهارات يجب أن يتمتع بها المشاركون في المناسبات والمؤتمرات المحلية والاقليمية والدولية والعالمية.
برامج التنمية الاجتماعية والثقافية والسياسية لم تعد ترفا فكريًا بل ضرورة فاعتبروا يا اولى الألباب.
وفي سياق نفس الحدث في العالم الغربي هناك ملهمين يسحبون الطاقة السلبية للمشاركين من الناس، ويحفزون على المضي قدما وتلافي أخطاء الماضي، يقابلهم لدينا في الأردن فزاعات تغرد بالخراب، وتقف على ناصية الطريق لرصد الأخطاء والعويل عليها.
نريد حلول جديدة بطريقة علمية بحتة حتى لا تتكرر نفس الأخطاء في المستقبل. نطمح لتغيير جذري في النهج حتى لا نقع في مواقف محرجة وأخطاء متلاحقة تعيق مسيرة الإصلاح والبناء والتقدم. حمى الله الأردن