.. بعد صباح الخير، أردت المشاكسة، وتبادل نظرات حرى، قلبي يئن من وجع اللهفة والشوق، والغياب، فقلت كمن يحن:"هو، في صباح بدونك، انت الخير».

ثم غفوت قليلا، اضغاث أحلام رأيت خضرا المحمد، لكزتني حد الألم، نبهتني، وذكرتني بأنني لا استطيع تحمل زعلها.

نهرتني، وانا أداعب عظام كلب، أحرقه خالي، لأنه سرق فراخ الحبش، حبش العيد.

-زعلي عاطل يا بني، فإحذر.

ومن غافل الأماكن، تردد صوتها:

-‏اللهُّم إني أحبّـكَ وإن كنتُ أعصيك!

-ماذا، من العاصي يا أمي؟.

- اللهُّم لست بريئًا فأعتذر، ولا قويًا فأنتصـر، ولكن لاحول ولا قوّة لي إلا بك.

عرفت وقتها ان قلب العجوز غاضب، وانا قلبي متعب، ويدي تلاحق يمام الشجر، يشتاق لي، ينزعني من غياب أزلي، نحو جسد مبروك، حميم، متناسق، فيه سكرات الحياة، لا تنسى عيني تفاصيل تلك العروق، وهذا الحجاب، مثلث من كتان زيته زيت قنديل، سناجه اسود عين عاشقه.

مددت يدي، اطفأت القنديل، لسعني زجاج دري يحيط بالضوء، رأيت ألم النار، استبشرت بالحلم الوردي، وربنا معا، قلنا نجلس في المقاهي، أو نتغازل على قمم السروات، لعل تلك الخارطة الملونة تحمي رؤوسنا من وهم الهروب عرايا، إلا من مشط العاج المرصع بالحروف الأولى من اسامينا، انا وانت واليمامة الأيسر.

لا اقاوم أسئلة خضرا المحمد، انا وهم يزورها، يكن لها أسراري، فأقول لها عبر ظلال الأزرق، ارحميني يا ام، فما زاحت روحي، عن حرير الروح، ولا بكت عيني لغيرها ميقات، ولا وسدت يدي، غير رأسها وموج شعرها وتلك الدموع.

وقفنا معا، امي وحرير الروح وشاشة الأزرق، انتبه لنا العطار، تضاحك لك، اجل، كنت أعلم ذلك، تضاحك، غمزاتك نالت من ضوء الشاشة، غبت عن وعي الذي قرأ طالعي:

لأننا نعرف العصابة، لأنها عصابة جميلة، وديعة، فقد كشفنا لك عن تلك «

المنزلة القمرية» وساهدناك تقيس المسافة بين قلبك وقلب حرير الروح، قلت لنا وانت ترجف، لا مسافة، فهي شغاف قلبي.

خضرا المحمد، من برجها العالي، تساكنت، وعلى خبب قالت:

-وأهمّ الزوايا ليومك يا غضيب، يوم الثلاثاء!

أنهارت ملابسي، شتتها مطر جامح، رعد مقيت، فأصابني برق، حرق كتبي وقميصي، وكنت، في شاشة القلب، الظل الأزرق، الحافظ الأمين.

تحركت، أحلامي تهرب، أراك، امسك خصلة تؤلمك، تحيرك نظرات العجوز، وفتحت امي الحجاب، غضب العطار، أطفأ السراج، غشاك ضوء فضة البدر:

-

يكون القمر، يا حرير الروح، كل اليوم في منزلة (سعد بلع) وهي منزلة، يا أمي(...) تحمل بعض فأل غريب، يدكرنا بتلك البندقية التي اخفاها ابي، وورث امي مكانها، قائلا ابتعدي عن شأن النحس، اختاري مناسبة للقاء الولد، بين شجرة الليمون والصبر، اطرقي الصخر بالصخر، اللحم باللحم، فيأتيك الجني الحامل، المحمول، رصاص وبارودة عثمانية.

بكت عروستي، شاحب سواد عينيها، غافلني تعبها، رأيت بندقيتي استلمتها عروسي من يد امي، واهي، قلب أم محير، يزغرد:

-هيهات يا ابو الزلف..

هيهات يمه، بندقية وييمام وخبز مزيت بالازرق.

كأني خارج خارطة محرقة، أفك ذوي المناصب والأشراف والشعراء، حجب واعشاب وسيرج وسمسم وشمع حر مع عطر البلسم والياسمين، اي زيت نال قبرك يا غزالة الدار.

ومما كتبت امي، تخط الخط بالحبر والليمون وسناج القنديل، اكتب:تفيد العلاج..نتلف ونصرف يناسبها ارتداء الملابس الجديدة.. المولود وقمره بمنزلة سعد بلع الذكر يكون سفيهاً ولكنه محظوظ بالنواحي المادية والانثى ميمونة الحظ محبوبة..

.. وعليك السفر مع عروسهم، بين الظلال والسروات، هناك علامات من دمى ثوبي القماش المحسو بالعدس والتراب.

أهمّ أقوال العطار، ان التمايا والزوايا لا تنفع للغزل والغرام فتيسر طريقك نحو القرية. ابتعد من زوايا الزوايا، المنورة ليوم الثلاثاء.

زاوية بين عطارد والمريخ اقتران يدوم عدة أيام التأثيرات بأنها تعطي طاقات خلاقة و مهارات عالية وميل للترفيه والتمتع بالحياة لكن قد نجد أنفسنا نقاداً بالفطرة ونبرع باكتشاف الحقائق كما تعطي تطورات تخص الجائحة.. و إجمالاً تعتبر حالة جيدة ومهمة خاصّة بنواحي الصحّة والتواصل والتوسّع المادي وتعتبر الأفضل لتوقيت البدء بشيء جديد كليّاً فمن ناحية تعطي وضع جديد ومن ناحية ثانية تعطي الكثير من الحظّ والإرادة والطاقات وتزودنا بثقة عالية بالنفس وقوة بالقول والفعل وهي تحفّزنا للعمل والنشاط والإرادة كما تعتبر ممتازة للصحة وتحمل الفرص بأنواعها عاطفيّاً هي جيدة.

.رأيت ما بان من الحرير، فقلت مبتهجا:

انها العصابة الجميلة.. يا للهول.

huss2d@yahoo.com

الرأي