لم أعد تلك الطالبة النجيبة التي تعرف حقيقة ما هو الوطن الذي غدونا نبحث عنه فجرا وعشيا؛ ونحن نعيش على أرضه وتحت سمائه؛ ناضلنا وما زلنا كشعب بسواعدنا وحناجرنا لقول كلمة حق تلمس مواطن الخلل في وطننا.
فيما غيرنا قد قال مجلدات تحوي آلاف الكلمات أراد بها باطلا مدسوسا بالسم مرسوما بإطار من العسل.
علينا أن نتساءل أين ذلك الوطن الذي ضحى أجدادنا وآباءنا لأجله وما زلنا على خطاهم نضحي.
بحثنا عنه كثيرا وبكينا لأجله كثيرا؛ هل فعليا هو تلك الشعارات الفارغة والرنانة التي دائما ما يردّدها كثيرون، كما يردّد الببغاء كلمة لا يفقه لها أي معنى؟
لقد كنا نتمسك بالأمل والتفاؤل دائما حتى لا يتسرب اليأس والإحباط إلى نفوسنا وقلوبنا.
كنا وما زلنا نقدم الأفكار والفرص كمواطنين؛ الفرصة تلو الأخرى، لعلهم يدركون أن خطر تكميم الأفواه لا يختلف عن التخوين والإقصاء للبعض؛ فيما تفتح الآفاق والأبواب وحرية التعبير للبعض الآخر؛ مما ساعد في نشوء الخلافات التي عملت وتعمل على تفتيت النسيج الإجتماعي وهذا هو الخطر الحقيقي الذي لا نشعر به إلا بعد فقداننا للوطن.
ما أراه اليوم لم يعد بوسع أحد احتواءه، لأننا في زمن ندر فيه تواجد الكثير من أبناءه المخلصين ، حتى وإن وجدوا تتم محاربتهم من داخل الوطن أو خارجه ؛ أو قتلهم يوميا بسلاحي الفقر والبطالة وتسميم أفكارهم بغزو عقولهم وقلوبهم؛ فلا أعلم ما هو ذلك الوطن الذي يحارب المخلصين من أبناءه ويكافئ من سرق ونهب.
الوطن كلمة كبيرة بمحتواها عظيمة بمعناها يبحث عنه الجميع ليجد الأمن والأمان؛ والحياة الحره الكريمة هكذا خيل لي الوطن منذ الصغر.
إن القيم والاخلاق والاحترام المتبادل بين أبناء الوطن هو الوطن.
إن النزاهة والاخلاص في العمل لأجل الوطن هو الوطن.
إن حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم هو الوطن.
إن قبول الرأي والتعبير واحترام حقوق الآخر هو الوطن .
هل فعلا هذا هو الوطن الذي ضحينا لأجله؟
هل فعلا هذا الوطن اليوم الذي تمنينا أن نراه دائما في الطليعة؛ حراً شامخا أبياً ؛ بقدر عظيم تضحيات الاجداد والآباء، بقدر ذلك التعب والعناء ،بقدر كثير من الانتظار والتمني والبكاء .