المياه في الاردن والتغير المناخي
د. حازم قشوع
11-11-2021 12:16 AM
تدل كل المؤشرات ان المناخ في الاردن قد تغير وان ما كان يعد ثابتا مناخيا بمقاييس اجواء البحر المتوسط اصبح متغيرا آخر، حتى ان الشتاء بات يبدأ بتوقيتات مغايرة عن ما اعتاد عليه سكان الاردن من مواعيد ولقد بدلت حالة الانحسار المناخي احوال الطقس كما فرضت بظلالها على المحاصيل الزراعية التي تأثرت سلبا جراء هذه الاعراض التي اصابت جسم الاردن في مناخه حتى غدت مستويات الامطار في شتائه تكون متدنية الى الحدود الدنيا ومنسوب المياه الجوفية في اعماقه تكون عند مستويات حرجة والسدود التي كانت مليئة بمياه السيول اصبح قاعها مكشوفا للشمس والاسماك التي فيها طافية كل هذا واكثر جاء نتيجة الانحسار والتغير المناخي الذي قلب حالة الاجواء وجعلها تميل اكثر لاجواء التصحر .
ولقد بينت البيانات العلمية عن مدى الضرر الذى لحق بالاردن جراء حالة الانحسار المناخي والذي كبد الاردن خسائر كبيرة وجعل من ازمته المائية ازمة مستعصية بل وبحاجة الى حلول ذاتية فورية وتستدعي مساعدة اقليمية ودولية بما سمح للاردنيين تامين مياه للشرب كما يسمح لهم تأمين احتياجاتهم للاغراض الزراعية وهذا ما يلزم بيئيا الاطراف المحيطة بالاردن ويتطلب منها تقديم كل مساعدة لازمة لصيانة شريان الحياة المائي كما يلزم الاطراف الدولية التي تسببت بهذا الانحسار البيئي بتعويض الاردن ماليا بما يمكنه من انشاء مشاريع استراتيجية تقوم على تحلية المياه تقدر قيمتها 2.4 مليار واصلاح ما تكبده الاردن من اضرار طالت المخزون الاستراتيجي والجوفي.
ولقد ادت عملية التغير المناخي كذلك الى خفض منسوب البحر الميت الذي مازال يتناقص بشكل مضطرب ويهدد بتلوث بيئي اذا لم تتوقف حالة الانحسار السنوية لمستوى المياه فيه لما سيخلفه من اضرار بيئية ستلوث الاجواء في منطقة البحر الميت ومحيطها في حال بقيت درجات الحرارة بالارتفاع وبقيت قلة في الامطار تلازم الحال ولم تتشكل سيول تعويضية تقوم بتعويض الفاقد نتيجة الانحسار المناخي السائدة.
ان الاردن وهو يجابه مسألة شح الامطار وقلة مستوى مخزن المياه بالسدود ونقص في ميزان التروية الجوفية فان يتطلع من المجتمع الدولي لتضمينه مع تلك الدول التي تضررت بمستويات كبيرة نتيجة التغير المناخي ومنحه كل دعم يلزمه لاعادة تأهيله المائي من واقع استراتيجي لاسيما هو يعتزم تشييد محطة تحلية للمياه واقامة مشروع تحلية من مشروع الربط بين البحرين الميت والاحمر وانشاء سدود جديدة ويتطلع من الجانب السوري اعادة تدفق المياه من سد الوحدة حسب ما اتفق عليه هذا اضافة الى دعمه من واقع حصة اضافية من مياه طبريا ومساعدته للقيام بتنفيذ سلسلة من اجراءات الربط الاقليمية بتشاركية مع دول الجوار.
والاردن الذي قام باستضافة اكثر مليون ونصف لاجئ،سوري نيابة عن المجتمع الدولي ويستضيف اربعة مليون ساكن من الدول العربية المجاورة ليتطلع من المجتمع الدولي الدعم لكون ذلك كان احد الاسباب المتممة لسبب التغير المناخي وهو ما اثر بشكل كبير على الميزان الخططي نتيجة الزيادة غير الطبيعية على واقع البنية التحية وواقع استهلاك المياه.
والى حين الانتهاء من مشروع تحلية المياه في عام 2027 يقوم الاردن باستخراج المياه من الاعماق الجوفية لتامين النقص الحاصل جراء التغير المناخي وزيادة الطلب من واقع استثنائي نتيجة استقبال هجرات قسرية فان الاردن سيبقى يشكل واحة الامان وشريان الحياة للمنطقة ومجتمعاتها وسيبقى يقف على قيمه ومبادئه مهما تكبد من اعباء ومهما كانت كلفة حماية طالب حياة.
(الدستور)