كلام في المحظور .. اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية
اللواء المتقاعد مروان العمد
10-11-2021 12:25 PM
كنت قد سبق لي وان كتبت مجموعة من المقالات تحت هذا العنوان الرئيسي في مختلف الامور الداخلية، منتقداً الكثير من الاحداث والممارسات التي تتم في وطني الاردن، وذلك من دافع خوفي وحرصي عليه، وعلى أمنه واستقراره، وعلى قيادتنا الهاشمية برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والاسرة الهاشمية، حتى بدوت في بعضها انني اصبحت او اقتربت من تيار المعارضة مع انني ما كنت كذلك ولن اكون . وسوف ابقى المواطن الاردني المعتز بأردنيته والمنتمي اليها، والحامل لجنسيتها. وسوف ابقى بعيداً عن صراع الهويات الفرعية ، بالرغم من انني كنت واسرتي من ضحاياها. وذلك من منطلق (دعوها فهي منته) . وكان حديثي في هذه المقالات بسقف متوسط العلو ، ولكن الحريص في نفس الوقت على ايصال ما انوي ان اقوله من غير اغضاب احد . وكنت المح الى عزمي على التوقف عن الكتابة بعد تلك المقالات . الا ان نسبة القبول والتفهم لما كنت اقوله ، ونسبة الرافضين لفكرة توقفي عن الكتابة ، جعلني اغض الطرف عن ذلك ، واواصل الكتابة وان كان بشكل متقطع ، ومتجاوزاً عن الكثير مما كنت اود ان اقوله . حتى مناقشاتي وتدخلاتي في الحوارات التي تدور على مجموعات الواتس اب قد حصرتها في حدها الادنى .
وكان ذلك بعد تشكيل جلالة الملك المعظم اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وما رافقها من ردود افعال ومواقف احترم اصحابها واختلف كثيراً معهم على مضمونها ، والتي كتبت على إثرها خمسة مقالات بعنوان ( هل حقاً يوجد في الاردن من يريد الاصلاح ، او من يعمل من اجله ) . والتي خلصت فيها الى ان الجميع في الاردن يتحدث عن الاصلاح ولكن لا يوجد احداً يعمل من اجله ، او حتى مستعداً ان يعمل من اجله ، ناهيك ان يكون يريده . وان مفهوم الاصلاح عند الغالبية منحصراً بالهجوم على كل شيئ و كل شخص ، والمطالبة بكل شيئ يحقق المصلحة الشخصية ويوصل المعارض الى الكرسي . وان الحديث عن حب الوطن والدفاع عن مصالحه واسترداد المال المنهوب ، والحديث عن ثروات الاردن الكامنة والتي بامكانها ان تجعل الاردن في مقدمة الدول ثراءً وتقدماً كله كلام في كلام .
وحتى الحديث عن القيم الدينية وضرورة الالتزام بها هي صادرة اما عن تجار الدين او السياسة . او من متطرفين ومتشددين ، او نكاية بالآخر وانكاراً له ولحقوقه . وكذلك الحديث عن منعة الاردن ووحدته والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات ما بين مكوناته وهوياته الفرعية هو مجرد دفاعاً عن مكاسب حصل عليها البعض ، او حقوقاً ضائعة من البعض يطالبون بها . وان كل ذلك يتوقف وينقلب الى ضده اذا مس حقوقاً من حقوقهم ومكتسباتهم . وان كل هذ الكلام عن قضايا العرب بما فيها القضية الفلسطينية ، يتوقف عندما يمس ذلك هويات البعض الفرعية .
وان ما يجري من مناقشات ، وما يطرح من افكار على وسائل التواصل الاجتماعي والحدة في الكثير من الاحيان بالنقاش ، تجعل الكثيرين يعزفون عن المشاركة في النقاش . واذا حصل وان فعلوا ذلك فسرعان ما يتم قمعهم وقمع افكارهم .ناهيك ان هذه الوسائل اصبحت مخصصة لنشر كل شيئ يطعن في للاردن و كل ما يسئ اليه ، وفبركة المعلومات والاخبار الكاذبة عنه ، وسرعة تداولها والتعامل معها كحقائق ، دون محاولة التأكد من صحتها ومنطقيتها ، بالرغم من ان اكثرها واضحاً عدم صحتها وانعدام منطقيتها .
كل ذلك جعلني اتردد بالكتابة واعيد التفكير بالتوقف عنها . وكذلك التوقف عن المناقشة في اي موضوع يطرح على وسائل التواصل الاجتماعي ، وخاصة بعد بعض الردود على مقالتي بعنوان الهويات الفرعية والهوية الجامعة ، وسوء الفهم الذي قوبلت به من قبل البعض والذي وصل الى مرحلة التخوين والتهجم المباشر والغير مباشر . بالرغم من الاشادات الكثيرة التي وردتني عليها ، والتي وصلت في بعضها للقول انها من اجمل واروع واصدق ما قيل حول هذا الموضوع .
ولكن لا يزال لدي بعض ما اقوله ، وفي عدد محدود من المقالات العالية السقف والصريحة و الواضحة والمباشرة بلغ عددها حتى الآن الثمانية وقد تزيد . والتي لا اسعى من خلالها الى كسب التأييد والتصفيق وعبارات الاعجاب . وبنفس الوقت فأنني لن ابالي بعبارات النقد والمعارضة والهجوم او حتى المسائلة القانونية . ولكن فقط لاقول ما يجول بخاطري وما انا مقتنع به . وسوف اعمل على نشر هذه المقالات على صفحتي على الفيسبوك ، ولن اقوم بنشرها واعتباراً من هذه المقالة على المواقع الاخبارية المختلفة ، ولكني سوف ارسلها لبعض الاصدقاء الاعلاميين اصحاب هذه المواقع ، تاركاً لهم كامل الحرية في نشرها او تجاهلها وشطبها . وقد ارسلها لبعض مجموعات الواتس اب .
وقبل ان ادخل في صلب المواضيع التي سوف اكتب عنها والمتعلقة بمخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وتداعياتها وما اثارته من جدل ونقاش ، فسوف اكتب مقالة عن الحكومة وما عليها ، واخرى عن مفهومي للولاء والانتماء . وبعد ان انهي مقالاتي هذه سوف اكتب عن وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في ايصالنا الى ما وصلنا اليه .وسوف يكون ذلك على التتابع ان شاء الله