الرعيل القديم والجديد ومسيرة الإصلاح
المهندس قصي حرب
10-11-2021 10:22 AM
مرحلة ما بعد الربيع العربي المزعوم الذي عصف بنا حالنا حال الدول العربية الأخرى، تجاوزناه بكل سلاسة ويسر وحكمة، دون إراقة قطرة دمٍ واحدة وبتطبيق فعلي لروح مفهوم الديمقراطية التي كفلها الدستور الأردني، وبفضل التوجيهات الملكية السامية للأجهزة الأمنية المختلفة والحكومات باحتضان المشهد والأزمة، كما أن لوعي الشباب الأردني دور بارز في رسم لوحة ديمقراطية للمجتمع الدولي، كيف لا وهم عماد مستقبل الإصلاح الإداري والإقتصادي والسياسي المراهن عليه في الوطن.
استوقفني جدال في إحدى المكاتب دار بيني وبين كاتب مرموق من الرعيل الأول قبل أيام، لطرح هذا المقال، حيث دار الحديث والجدل، حول الإصلاح الاداري والإقتصادي وأثره على الإستثمار المحلي والأجنبي وسوق العمل والبطالة، وكيف لنا أن نحرك عجلة مسيرة الإصلاح لتقطع الأميال نحو الهدف المنشود وبما يتناسب مع متطلبات المرحلة الحالية والمقبلة؟!، طرحت في هذا الجدال العقيم (أفكاراً ومقترحات وخطط) قابلة للطرح والتنفيذ من رحم مفاهيم الإدارة الحديثة التي لا تنسجم مع فكر الرعيل القديم النمطي للإدارة، حيث قوبل طرح تلك الأفكار والمقترحات بروح انهزامية محبطة من كاتب مغمور يفترض أنه قدوة ومؤثر على الفكر الشبابي كونه مؤثر يدير حواراتهم أحياناً.
آن الاوان للرعيل القديم، وفي مرحلة ما بعد الربيع العربي، وعصر التحول والتسارع العلمي التكنولوجي المنعكس على السياسة والإقتصاد، بالتقاعد عن توجيه الشباب لمرحلة الإصلاح الحقيقي المنشود إن كان هذا التوجيه إنهزامي، حيث أن الإصلاح الذي ينادى به دوماً يتأطر يوماً بعد يوم في تحركات سمو ولي العهد الأمين الدؤوبة ليرسم معالم التقدم في المرحلة المقبلة، المرحلة التي يٌراهن عليها كثيراً وينظر لها جلالة الملك عبدالله الثاني في أطروحاته العديدة وفي أوراقه النقاشية بجل اهتمامه.
نعيش في مرحلة وظروف صعبة في وطن كانت بدايته وهو في مئويته الاولى يحمل كل معاني الشرف المتمثل بقيادة الثورة العربية الكبرى، في وطن نهض في محيط ملتهب بالأزمات المتتابعة في مئويته الأولى، حيث تتطلب هذه المرحلة من الرعيل الأول القديم والحديث دعم الشباب الأردني الواعد بالحكمة الإيجابية التي تحقق مصلحة الوطن، وكلنا نعي أن الوطن يعاني من مشاكل جمى تحتاج لروح تغار وتحمل هم وطني لمعالجة ثغرات تباطؤ النمو الإقتصادي وارتفاع معدلات البطالة، وملفات الإصلاح السياسي المختلفة التي تحتاج لروح مفعمة بالإيجابية لنتجاوزها، والشباب الأردني يملك القدرة والحماس والدافع وليس مجرد وجهة نظر مكتوبة قد لا تقرأ، ولكن الفرص موجودة والروح موجودة ولكن البوصلة لهم بحاجة لتوجيه باتجاهات سمو ولي عهد المملكة الشاب ،بالتحرك والعمل في شتى المجالات ، ومحاولة خلق الفرصة من رحم المستحيل ، ومحاولة الظهور في ساحة الإصلاح السياسي والبرلماني الذي دعمتها مخرجات اللجنة الملكية السامية لتحديث المنظومة السياسية مؤخراً.
الرعيل القديم قدم للوطن الكثير في مئويته الأولى، والدور الأن للشباب لبث الروح وتجديد الدماء في المؤسسات لندخل في تحقيق مفاهيم الإدارة الجديدة، بعيداً عن الخطاب والنقاش الإنهزامي العقيم، الذي تولد عبر مرور الزمن، حمى الله الوطن، وعلى كل شاب أردني غيور أن يتذكر أن الرهان علينا يكبر كل يوم لبناء مستقبل واعد للأجيال القادمة بوقفتنا بوعي سياسي اقتصادي اجتماعي لمتطلبات المرحلة.