يفترض فيمن يتقلدون المناصب العامة والقيادية والتي لها مساس بمصالح المواطنين وحاجاتهم ان يكونوا على درجة عالية من العلم والخبرة وسعة الافق ورحابة الصدر وتغليب الحكمة والتسامح وقبول الرأي الاخر والوقوف عنده وان يمتلكوا لغة الحوار والمناقشة المفيدة وقبول النقد ولو كان جارحا او محرجا.
المواطن يعبر عن حاجاته ومطالبه وقد ينتقد سلوكا معينا او تصرفا او يعرض معلومات حصل عليها سماعيا من اخرين او قرأها في وسيلة اعلامية وقد يلجأ إلى التحليل وإصدار الأحكام في ضوء معرفته ومدى صحة الاخبار التي وصلت اليه وقد ينتقد مسؤولا في ضوء رؤيته ونظرته إلى الأحداث التي تدور حوله ويطرح حلولا لمشكلات معينة وهو في هذا يصيب ويخطىء ولا احد معصوم من الزلل.
وقد تمس ما يطلقه المواطنون من انتقادات او عرض لمعلومات او تحليلات بعض المسؤولين وربما تكون هذه المعلومات خاطئة او مصيبة او مختلطة بين هذا وذاك.
المسؤول الحصيف هو الذي يقبل الرأي الاخر ويقبل النقد ويفتح صدره للحوار او يسكت ترفعا عن الخوض في الجدل ويسامح او يوضح الحقيقة ولكنه ينأي بنفسه عن الصراع والمماحكة ويتحلى بالسمو والقناعة ويتجاوز عن الأخطاء.
المواطن متعب من الفقر والبطالة وضيق العيش وكلف الحياة وصعوباتها وهو اذ يعبر عن مكنوناته فمن الواجب الاصغاء اليه والاستجابة له او التجاوز عنه وعن زلاته وغضبه ممن يتصدر المشهد العام فهو في نعيم وذاك في شقاء.