facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قصة حَمدة


المحامية آية توفيق المهيرات
10-11-2021 12:34 AM

" وتقول حَمدة مِنْ حَر ما جرى بها "

بين الماضي البعيد والزمان القريب توجَـدُ حـَمدة !

حمـدة الإسم ، وبإِختـلاف القِـصَصِ ولَـكِن ذاتَ النتيـجة !

نادراً ما أُحَـبِذُ الكـتابةَ بمـواضيـع الـرأيِّ العـام ، لكثـرة ما كُتِـب فيها ،ودرءاً للتَزَيُّـدِ الذي لا أَرتـضيهِ لقلمي !

حـمدة التي وافَتـها المنيةُ قبلَ بِضعةِ أَيَّام !

وسَمِعْنا بِـقصتها في كُلِّ بيتٍ وعلى كلِّ لسان !

خياطةٌ احترفتْ تطريزَ الأقشمةِ بِكلِّ الأشكالِ والألوان !

قِيل أنّها راحت تَشكي لِمُـديرها بَطْش الهِندي وضغطَ العـملِ في المصنع ، وزيادةَ ساعاتِ الدوام ،
وعَدَمِ كِفايةِ السبعِة دنانير لإحتياجات الفرد ليومٍ في هذه الأوطان !

وُبِّخَت حَـمدة !
عُوتِبت حَـمدة !
تُركَت تنتظِرُ حَـمدة !
ماتت حـمدة !

" وتقول حمدة مِن حَرْ ما جرى بها "
" وعيني تبات الليل ما تلفى الكرى "
" وما حيلتي إلا الدمع جرّح ناظري "

ضاجَت وسائِـلُ التواصلِ الإِجتماعي بقصةِ حـَمدة ، حتى أَصبَحتْ قضيةَ رأيٍ عام ، خَرَج بعدها تقريرُ الطبِّ الشرعيِّ مُـؤَكِداً أَنَّ سَبب وفاةُ حمدة هو عيبٌ وراثيّ خَلقي يَعودُ إلى ما يُسمى " أم الدم ".

هذا المصطلح الذي يزورني للمرةِ الأولى ، دَفَعني للبحثِ عنه في المؤلفاتِ العِلمية الطبية ، لأجِدَ أنَّهُ وحسب ما وَرد في تقاريرِ جامعة هارفرد:

هو تَـمددٌ في الأوعيةِ الدموية الوراثي أو المكتسب يُصيبُ المُخَّ أو الصدرَ أو المَعِدة ، يرتبطُ ارتباطاً وثيقاً بِمشاعِر الخوف !

وأنَّ العلاقةَ طرديةً فيما بين ارتفاعِ ضغطِ الدَّمِ وتَمَدُّدِ الأوعيةِ الدموية ، فكلَّما ارتفعَ ضَغْطُ الدم كانت من مُضاعَفاتِه تَمدُّدُ الأوعية الدموية والتي تُؤدي بدورها إلى الموت .

وغَنيٌ عن التعريفِ ، أنَّ أحد أهم المُسَبِّبات في ارتفاع ضغطِ الدَّم هو التوتر والخوف والضغط النفسي !

حـَمدة ، " وإنْ ثَبَتت رِوايةُ موتِها " هي حالةٌ من حالاتِ الكـثيرِِ من العُمّـالِ الواقعيـنَ تحـتَ الضغـطِ النفسيِّ والمعنويِّ من أصحابِ العَمَل ، والتي تضَعُنـا أمامَ الضرورةِ المُلِحَّـةِ لوجوبِ توفيرِ البيئَـةِ النفسيَّـة المُـريحة لكُلِّ عامل بالنصوصِ القانونيَّة الإلزامية .

حَمَى اللهُ كُلَّ يَدِ تَعمَل في سبيل توفير سُبُلِ عَيشِها ، ورِحِـم اللهُ حـمدة وأسكنها فسيح جنَّاته .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :