سطر الأردن قصة نجاح سيدة أعمال اردنية ناجحة، تغذت على النجاح منذ نعومة أظافرها، وكانت تحلم بأن تصبح المرأة الحديدية، وهي الآن امرأة لا تقهر. امنه القرعان ام لورنس ترعرت في منطقة سيل الزرقاء على طريق جرش عمان، واشتهرت آنذاك بزراعة الحمضيات والخضروات، ودرست المرحلة الابتدائية والإعدادية في قرية المصطبة _ جرش، واكملت المرحلة الثانوية الفرع العلمي بمدرسة جرش للبنات، وكانت أول طالبة تدرس بكلية عجلون آنذاك في قضاء المصطبة، وجسرت شهادة البكالوريوس عام 2004، وخدمت في وزارة التربية والتعليم مدة خمسة وعشرين عاما من العطاء والتميز، وهي أم لثلاث ذكور وست بنات وإحداهن مصابه بالشلل الدماغي ومضت معها مرحلة علاج في مركز الشلل الدماغي بعمان لمدة عشر سنوات متتالية حتى تحسنت حالتها.

"مرحلة الطفولة من حياتها " كانت تمارس سواقة التراكتور منذ نعومة أظافرها وتحرث الأرض وتنقل الخضروات وتسقي الحمضيات دون كلل أو تعب، وكانت تتمتع بمهارة الرماية وركوب الخيل والسباحة، ولها مواقف مشرفة منذ طفولتها، ففي عام 1969 قامت بإنعاش طالبة من الغرق في حوام في سيل الزرقاء، وتم اسعافها وانقاذها آنذاك من قبل مديرة المدرسة والمعلمات، وبفضل الله وثم بفضل هذه السيدة الحديدية تم انقاذها من موت محتوم وكذلك انقاذ سيدات في حمام يسمى "حمام القرعان" فكانت الوحيدة من بنات جيلها التي تتقن مهارة السباحة. وتمثلت بطولاتها المستمرة في مرحلة الطفولة بإنقاذ سيارة جيش وسحبها من الوادي بواسطة تراكتور وكان سائقها لسيارة الجيش يدعى حسن سليمان " أبو نايف"، فكانت أمرأه تسبق عمرها بشجاعتها وبسالتها وإقدامها على تقديم المساعدة وفعل الخير دائما. وقامت على انقاذ سيارة فيها رجل وعائلته وأفراد أسرته من سيل الزرقاء بعد ما غرزت سيارتهم بالرمل وسحبها بواسطة التراكتور، فكانت امرأة تعشق الطبيعة وتمضي كل وقتها بين ربوع الجبال والسهول، امرأة منذ نعومة أظافرها ساقت البكم والقلاب والجرافة والتراكتور.

" مرحلة الشباب في حياتها " هي أول سيدة في محافظة جرش وممكن في الأردن عضو ببلدية باب عمان لأربع دورات متتالية عن طريق الانتخاب، وأول سيدة بالمحافظة وممكن بالأردن نائب رئيس بلدية باب عمان بالانتخاب أيضا، وأول سيدة أردنية في المحافظة تتسلم موقع صنع القرار لرئاسة بلدية باب عمان مدة عشرين يوما وخلال مدة ترأسها أسست نادي شباب ومركز شابات في قضاء المصطبة، وهي أول سيدة على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية رئيسة نادي شباب المصطبة الرياضي لدورتين متتاليتين، وأول سيدة أسست مشروع زراعة فطر المحار الطازج على مستوى المملكة. وفي عام 1982 أسست جمعية سيدات المصطبة الخيرية وكانت رئيستها، وعملت على تأسيس رياض أطفال_ حضانة وتأسيس دورة خياطة. وفي عام 1994 كانت أول سيدة من محافظة جرش عضو مؤسس لاتحاد الجمعيات الخيرية، عضو مؤسس لتجمع لجان المرأة بمحافظة جرش، من المؤسسين لجمعية سيدات المصطبة التعاونية وترأست رئيسه لها أيضا، من المؤسسين لجمعية الإصلاح والتغيير لرعاية المعاقين وترأست رئاستها، وتم فتح شعبتين لذوي الاحتياجات الخاصة من عمر 6 _ 16 سنة، تأسيس جمعية نشميات باب عمان الثقافية.

كانت معلمة في مدرسة المصطبة الثانوية ودرست مادتي الرياضيات والعلوم وكذلك تخصص الرياضة، وتركت بصمات كثيرة بالمدرسة أهمها أنها عملت على تأسيس فريق رياضي لم يخسر أي مباراة مع مدارس محافظة جرش، وكانت المدارس آنذاك ترفض اللعب مع فريقها لقوته الا بالقرعة. شاركت المدرسة في مسابقة الحدائق المدرسية على مستوى المملكة وحصلت على المرتبة الثالثة. شاركت بجائزة الملك عبد الله للياقة البدنية وأخذت المركز الأول على مستوى المحافظة، وتم تكريم فريقها من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وجلالة الملكة رانيا العبد الله بقصر الثقافة الملكي.

أقدمت على اتخاذ قرار يتمثل بإيقاف قرار هدم لمدرسة المصطبة والتي تعتبر هذه المدرسة من تراث الآباء والأجداد وعمرها ما يقارب 60 سنة، بحيث كان محتوى قرار الهدم يحتوي على أربع غرف صفية، وبفضل إصرارها بقيت الغرف كما هي؛ لأنها أكثر ثباتا من الغرف الصفية الأخرى، وطابت بفتح شعبة رياض أطفال وحصلت على موافقة ثلاث شعب من الوزارة، كما طابت بفتح فرع إدارة معلوماتية كونه كان موجود غرف من مبنى الحجر وتمت الموافقة عليه. اعترضت بقوة على تأسيس مبنى مدرسة معاذ بن جبل على ملعب المدرسة لوجود ينبوع ماء لا يصلح لباء مدرسة عليه. وفيما يتعلق بموضوع الجسيم بالدراسة المجانية في الجامعات الأردنية، كانت ابنتها أول من درس الجسيم على مستوى جامعة اليرموك بالجامعات الأردنية.

ساهمت كثيرا بالاحتفالات الوطنية، تعاونت مع أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة بصرف رواتب شهرية، وقامت على تأمين زيارات لعمل مناسك العمرة وزيارة بيت الله الحرام، ومن أنشطة جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة قامت على تكريم كبار السن، وساهمت بتكريم الناجحين بالثانوية العامة سنويا، كما قامت على إيصال صوت ابنة قضاء المصطبة الى جلالة الملك وتعهد بصرف راتب لها وعلاجها وتعليمها.

وشاركت وساهمت بإقامة محاضرات توعوية ثقافية لسيدات المجتمع، وإقامة دورات تكميلية لسيدات المجتمع " دورة حلويات دورة الرمل دورة الكرشيه دورة زراعة الزعتر والميرمية الخ. ".

أصيبت مؤخرا من عمرها ومراحل حياتها بفيروس كورونا اللعين حيث كانت على معركة شرسة حامية الوطيس مع هذا العدو وبفضل الله وثم بفضل قوتها واصرارها على الحياة وإرادتها القوية انتصرت في معركتها الكورونية وتغلبت عليه، حيث مكثت ما يقارب 70 يوما في إحدى المستشفيات الاردنية.

كان همها وما زال الارتقاء بقضاء المصطبة التابع لمحافظة جرش في مكافحة مشكلتي الفقر والبطالة، والارتقاء بمستوى الخدمات والتعليم والصحة والعمل التطوعي وفي مجال الزراعة.

ماذا ننتظر منها بعد في سن ومرحلة الشيخوخة، وفي عيد ميلادها الواحد والستين والذي يصادف يوم الأربعاء 10/ 11 أقول لها ما زال في العمر بقية لمزيد من الإنجازات والمبادرات السباقة لها والمتميزة بها. كل عام وأنت بألف خير العمة الرائعة.