يكره بعض اللبنانيين بعضهم ، ويستنبطون جذراً فينيقياً او رومياً ، ليقولوا انهم ليسوا عرباً ، وكأن العرب يضيرهم انسلاخ بضعة ملايين من بحرهم.
كراهية بعض اللبنانيين للشعب الفلسطيني ، كراهية لافتة للانتباه ، لدى اغلب تجار الدم في لبنان ، والذريعة تقول ان تواجد الفلسطينيين ، يُهدد التركيبة الطائفية ، لان سنة لبنان يريدون فلسطينيي لبنان على حصتهم ، فيما شيعة لبنان يريدون فلسطينيي لبنان على كوتا الدين ، اي الاسلام ، في مواجهة الدين الاخر في لبنان ، وهكذا يجد الفلسطينيون انفسهم ، دوما كحبات القمح في طاحونة الاخوة الاعداء.
قبل هجرة الفلسطينين الى لبنان ، لم يكن تاريخ لبنان هادئا ، فالصراعات الطائفية والمذهبية ، تركت جرحاً غائراً ، ويقال هذا الكلام في معرض الرد على من يقولون ان الفلسطينين دخلوا طرفا في الحرب الاهلية اللبنانية ، وهو قول صحيح ، لكنه لم يكن السبب الوحيد لافساد "الطهر الوطني" في لبنان ، ولم يكن السبب الوحيد ايضا ، لتمزيق الوئام الوطني،.
الفلسطيني منبوذ عربياً ومشكوك به في المطارات والمنافذ الحدودية ، والفلسطيني يعاقبه العرب نيابة عن الذي احتل ارضه ، بأستثناء من رحم ربي من العرب ، وليس ادل على ذلك من مذابح صبرا وشاتيلا ، ومراجل الكتائب وعناصرها محفوفة الشوارب والضمير ، ونصف مراجل حركة امل.
لاينسى ابدا مارأيناه من بطولات دموية هدمت مخيم عين البارد فوق من فيه ، وهجّرت عشرات الاف السكان ، تحت عنوان البحث عن عصابة خارجة عن القانون ، برغم ان من هدم المخيم على لحم ملائكته الصغار ، كان ايضا عصابة خارجة عن القانون.
اللبنانيون يتلاعنون دوما ، بيد ان اغلبهم وقف على قدم رجل واحد ، لانهم لايريدون منح الفلسطيني حق العمل ، وحق العلاج ، تحت عناوين كاذبة ظاهرها وطني ، وباطنها طائفي ، والفلسطيني لايريد ان يبيع حق العودة ، ولايريد ان ينافس اللبناني على دولته ، وكل مايريده حياة طبيعية ، يؤمنها حتى العدو المحتل لاهل الثمانية واربعين ، فلم نتعلم من العدو ، ولم نتصرف بمنطق الاخ والشقيق.
مشكلة الفلسطيني في العالم العربي ستنتهي يوما ، لان لكل محنة نهاية ، وسيحمل قتلى نهر البارد ، اكفانهم وسيعودون الى فلسطين ، وسيطلبون اعادة الدفن ، بشروط جديدة ، تقول ان ليس من حق كل عربي ان يشارك في تشييع جثامين الشهداء ، وليس من حق كل عربي استأسد على شعب جريح ومظلوم ، ان يطلب حصته في زفة ذلك اليوم.
سيأتي معهم اطفال فلسطين في لبنان ممن جاعوا ومرضوا وُحرموا ليعلنوا شهادتهم على الزمن العربي الرديء ، الزمن الذي يجعل نسبة الفقر بين فلسطينيي لبنان اعلى من نسبة الفقر في غزة المحاصرة على يد اسرائيل،.
الفلسطيني ليس مقدساً ، ولايخلو من آثام وكبائر وخطايا بشرية ، لكنه مّبشر بالجنة مسبقاً ، لان الله عز وجل ، لن يعذبه مرتين ، مرة في الدنيا ومرة في الاخرة.
...لكم لبنانكم فقط ، ولهم كل شيء.
الدستور