كم هي مشتاقة للمطر.. ظهرت علامات العطش على نفوس الناس وتشققت صفحات حياتهم ، والزيتونة على الرصيف تستغيث طالبة المطر لتنتعش الجذور وتغتسل الغصون والأوراق، هنا الناس في عاصمة الجمال مشتاقون لهطول الأمطار وصوت المزاريب في الزقاق ، ومراقبة الزخات من النافذة المطلة، نعم ينتظرون هطول المطر.
هطول المطر لكي يغسل القلوب من حولنا ، ويجرف الفشل ، كي تنمو البذور في نفوسنا بالخير، بعدما جفت مشاعرنا وضاعت أرواحنا ، فهل من مطر يصحبه رعد وبرق عاصف، ليرتدع منه المتطفلين ويعودوا الى جحورهم.
المطر الذي ندعو الله أن يرزقنا به ليحمل معه الخير للأرض والحياة والناس لأننا بحاجة ماسه لكل ما هو إيجابي للتصدي للحملات السلبية ، نحتاج لمطر يغسل ذنوب اقترفها السفهاء منا، نحتاج الغيث الغيث يا ربي ليسقي زرعنا الغربي والشرقي ، الغيث من السماء لتعطر التراب الذي نعشقه ونزرعه، الغيث ليقبل ثغر الأصالة فينا ، فتصحو وتنهض همتنا من سباتٍ أصابها من تعويذة المشعوذين .
نحتاج للمطر.
مشاعرنا التي كانت تتحرك بإيجابية إتجاه الوطن اصابها جفاف، وفي بعض الأحيان تبلدت ، حتى كلماتنا الإيجابية غارت في وحْلّ المشكلات والمعاناة.
اللهم أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، ليكن دعاء الكبير والصغير ، الفقير والغني، إن أبواب السماء مفتوحة لمن يصدق الدعاء ويطلب من الله الرجاء ، دعوة من أجل الوطن الذي نحبه من أجل أطفالنا وزرعنا ، ليكن في عملنا محبه وفي كلامنا مودة ورحمة ، ليرحمنا الله برحمته ويوسع علينا رزقنا ، فكم هو الوطن بحاجة ماسة ان نخلص النوايا ونصدق مع انفسنا ، أحبوا الخير للناس كما تحبونه لأنفسكم، تلك هي عقيدتنا وعاداتنا التي ورثناها ورسالتنا التي حملناها ، حماكم الله وعاش الوطن ومليكه وولي عهده وعاش الشباب.