المشاجرات ومواجهتها حتى لا تصبح "ظاهرة اجتماعية"
د. محمد ناجي عمايرة
09-11-2021 02:35 PM
تزايدت المشاجرات الجماعية في المملكة خلال الفترة الأخيرة.. ومع انها لا تشكل حتى الآن ما يمكن ان نسميه " ظاهرة اجتماعية " فإنها تستدعي القلق وتتطلب البحث في أسبابها و معرفة الظروف التي تؤدي إليها.
وحين نتابع هذه المشاجرات نجدها تحدث في كثير من المناطق الريفية، ولكنها تقع في بعض الأحيان في العاصمة والمدن الكبيرة ولا تقتصر على القرى او الاحياء المكتظة والفقيرة .
وقد لا تكون هذه الإشارة كافية لتشخيص هذه الحوادث، ولا معرفة اسبابها او البيئة الحاضنة لها، ناهيك بأنها تقع كثيرا أيضا في الجامعات. وهذا لا يجعلها مقصورة على غير المتعلمين. وكذلك لا تقتصر على سن معينة كالشباب مثلا. وقد تجاوزت ذلك الى انها باتت تشمل الإناث ولا تقتصر على الذكور.
كل هذا يجعل البحث المعمق فيها ضرورة للوصول إلى اسلم الطرق الى تلافيها او الحد منها ،ومن امتداداتها.
وفي العديد من هذه المشاجرات كانت النتائج وقوع وفيات وإصابات بليغة ويكون المتسبب او المتسببون من أصحاب السوابق الذين ارتكبوا جرائم ادت بهم الى سنوات من السجن.
لا يستطيع الكاتب ان يقدم كل اسباب المشاجرة ودواعيها، ولكنه يشير الى بعضها دون ان يلم بها جميعا. ومن هنا تبدو الحاجة الماسة الى قيام أساتذة الجامعات ، والباحثين الاجتماعيين بإجراء البحوث المعمقة حول هذه الحالات التي وقعت في العديد من المحافظات والجامعات والتي تستوجب دراسات اجتماعية في السعي للسيطرة عليها وتجفيف منابعها والحد منها.
إن الجريمة التي ارتكبها احد أصحاب السوابق الجرمية أمس في إحدى مناطق الشمال، واسفرت عن مقتل شقيقين وإصابة بليغة لوالدهما، مما يبعث على الحزن والأسى، ويجعل المطالبة بإيقاع اشد العقوبات على الفاعل، اقل ما يمكن التفكير فيه لمواجهة هذه السلوكيات البائسة التي تؤدي الى العنف الشديد وتسبب فقدان العديد من الأرواح البريئة.
لا مجال للتساهل مع أمثال هؤلاء القتلة والمجرمين او البحث عن اسباب مخففة لعقابهم.
إن الشخص الذي يكرر إيذاء الآخرين ،ولا يرعوي من المرة الأولى يصعب معالجته وإصلاحه، ويتوجب ان يكون عقابه متناسبا مع إصراره على الإيغال في عالم الجريمة. والله تعالى يبين لنا في كتابه الكريم ان القاتل يقتل وانه ( لا تزر وازرة وزر أخرى ) وان (لكم في القصاص حياة يا اولي الألباب ).