اكتب بأسم الفقراء والمحتاجين للمياه اللذين حرموا من المياه وهي متوافرة والان يواجهون جفاف السدود ومشاكل تصحر تهدد الفقير الباحث عن كوب ماء والغني الذي يملاء مسابحه بما يكفي بعض من ابناء القرى لايام سواء في الفرافرة جنوبا او كفر اسد شمالا.
تقاعست الحكومات المتعاقبة وفشل وزراء المياه والتخطيط في وضع استراتيجية مسبقة قبل حدوث الكارثة، ولم ينتبهوا لاحوال المطر واستخدامات المياه ولم يتحرك رئيس الوزراء ولا طاقم حكومته لايجاد الحلول والبدء في الحفاظ على الاردن من شح المياه وترشيد استخدام مواردها.
سيدي جلالة الملك عبد الله
اخاطبك بلغة العالم المختص بالامور وايجاد الحلول الهندسية الناجعة وانت صاحب القرار الذي لا يرتضي للشعب ان يشرب مياه ملوثة تختلط فيها مياه الصرف الصحي بشبكات تزويد المياه، ولا تقبل ان يعيش اي من ابناء الوطن بلا ماء وغيرهم بعض من قاطني عمان ومسؤولين كبار يمرحون في مسابحهم غير عابئين بالوطن وابنائه ومصيره.
هناك حلولا مختلفة وان كان بعضها مكلفا ولكن الضرورة تبيح المحظورة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر
التحلية من خليج العقبة رغم ان معدل الدخل للفرد وهو ٤٠٠٠ دولار سنوياً. وان ٢٪ منه يساوي ٨٠ دولار في السنة. فإذا كان استهلاك الفرد للمياه يساوي ٧٠ متراً في السنة فتكون قدرة الفرد لا تحتمل كل كلفة التحلية واصل عمان والتي هي في حدود ٤ دولار غير الفاقد البالغ ٥٠٪ لذا علي الخزينة تحمل فروقات للمتر الواحد.
ان المباشرة بمشروع التحلية لـ ٣٠٠ مليون متر مكعب سنوياً هو بداية مع اعادة النظر في كيفية استخدامات المياه واعادة تدويرها للزراعة والصناعة مع فرض رسوم عالية على اصحاب البرك والمسابح في عمان والاغوار وضواحيها!!
وهناك البديل الاخر يا سيد البلاد وهو الاعتماد على المياه الجوفية غير المتحددة في طبقة الصخر الرملي وهي مياه بكميات كبيرة. يمكن ان نعتمد عليها الى ان يخترع الإنسان وسيلة توليد الطاقة النظيفة الرخيصة (nuclear fusion) معظم الاحتمال، ويتحسن معدل دخل الفرد، وتتدرب القوى البشرية وتتحسن اخلاق الناس للامتناع عن سرقة المياه ويمنع المسؤليين من الحصول على مياه مجانا واقصد الديسي والابار.
وايضا اعادة النظر في المحاصيل الزراعية التي تستخدم مياه ري كثيرة ويتم تصديرها مع الماء الذي تروى به دون اي دراسة لاقتصاديات الماء.
وعلى افتراض ان الشروط اعلاه تحققت بعد ٥٠ سنة فإن ما لدينا في طبقة الصخر الرملي يكفي للشرب والصناعة ١٠٠ سنة وأكثر ولا احد التفت اليها او اهتم بها.
المستغرب ان الحكومة تركت الشعب الي هذا اليوم الذي جفت به السدود دون ان يحاسبهم احد، ولا توجد لديهم خطط اذا ما استمر الجفاف نتيجة عدم سقوط الامطار والهدر في استخدام المياه والتسريب في الشبكات والفاقد الذي يتجاوز ٥٠٪.
نتساءل اين الخطط الاصلية واين الخطط البديلة واين الكفاءات المهجرة والمعطلة والمستبعدة؟
للعلم مصر تقوم ببناء ٧٦ محطة تحلية مياه تنتهي في ٢٠٢٢، وتعيد استخدام المياه في الزراعة وتؤمن للمزارعين المياه باسعار زهيدة لان الزراعة تومن لها عملات صعبة في التصدير وتشغل الاف وتمنح فرص العمل، والذي يغيب عن اذهان الجالسين في مقاعد الدوار الرابع.
وفي الهند حيث اشرف على تصميم وبناء اكبر محطة تحلية مياه في العالم الدراسات تفيد جدواها للاقتصاد بعد العنصر الاول وهًو الاهتمام بحق الشعب في مياه نظيفة تبعد عنه التلوث والامراض التي تكلفتها اعلى من تكلفة انشاء محطة تحلية.
انني ادعو الي تشكيل لجنة عليا هندسية لانقاذ الاردن من شح المياه وان تتدخل الاحزاب ومجلس النواب والحكومة في اداء الواجب نحو وطن نحبه ونفتديه.
إن كانت المياه مجانية للشركات الزراعية في مصر فذلك تنفيذاً للسنة الشريفة:
عن عائشة رضي الله عنها عن الرسول انه قال: "الماء لا يباع إلا إذا أُحْرز"، اي انه في موضعه الطبيعي لا يباع.
فإذا الشركات هي التي تضخ المياه فهي تدفع ثمن الإحراز.
واقتصادياً واجتماعياً تستحق تلك الشركات الدعم لأنها خلقت فرص عمل مباشرة وأخرى غير مباشرة، ووفرت من الغذاء ما يغني عن الاستيراد بالعملة الصعبة، وخدمت البيئة باخضرار سطح الأرض القفر.
تدخلك الفوري هو حل "العطشى" لرؤيتك وتوجيهاتك
* خبير دولي معتمد في المياه و السكك الحديد و المطارات والبنية التحتية
* مستشار حكومة الهند و كندا و ممثل حكومة اليابان لدى الهند لحل مشاكل المياه