لا تؤخذ الأحداث على الساحة دائما بعفويتها وظاهرها واسبابها المباشرة وتمر هكذا محدثة نتائج ينظر إليها الناس باستهجان دون تعليل او تسبيب ويترتب عليها إيقاع الضرر بشخصية ما او جهة او مؤسسة او مجلس او تجيير النفع والفائدة لجهة ما او موقف معين.
وكثير ما يدور صراع بين أطراف يحاول كل منها حيازة المال او الشهرة او الزعامة والسيطرة ويغرر باناس للدخول في هذا الصراع لأسباب ظاهرية مناقضة للأسباب الحقيقية التي تقف خلف انتزاع هذا الموقف او ذاك والحصول على التأييد والدعم والمناصرة ويدفع هؤلاء ثمنا في كسب العداء او توليد الثقة بموقف صانع الفتنة.
صراع البشر قديم واحتدامهم فيما بينهم يفسر حب الذات وتفضيلها ورفعتها ولو على حساب ظلم الآخرين وايقاع الضرر بهم او استخدامهم أدوات وجسور يعبرون من خلالها بدهاء وذكاء إلى الأهداف التي يرغبون.
قد تنجح هذه الاختراقات احيانا وقد تفشل وهذا يعتمد على البيئة المتوفرة وقابلية الأدوات المستخدمة من البشر والمال والقوة لتكون طيعة في أيادي المخططين وقوة مكرهم.
قد يطاح بحكومة او وزير او مدير دائرة لتحقيق رغبة شخصية في الاستبدال والتغيير لمصالح شخصية ونزوات ذاتية ونزعات فردية بعد افتعال أحداث او اتخاذ قرارات مبنية على الزور والبهتان والافتراء وشراء الذمم والحصول على المناصرة.
وهنا تغيب الضمائر وتموت القلوب وينعدم حساب الذات في الانقضاض على الآخرين باضراس نابية لا تعرف الاستقامة ولا تنشد الرحمة ويسيطر عليها الطغيان والجبروت مستغلة امساكها بالسلطة وقوة النفوذ وامتلاكها أدوات الفتك بالآخرين وتدمير مواقعهم وسمعتهم.