الدكتور محمد احمد جميعان
ردود كثيرة وصلتني على مقال نشر بعنوان "تسلل المشروع الايراني ..كما اغتيال الشهيد صدام" وحجم الردود ونشوة الهجوم على هذا المقال يدلل على حجم النشاط الايراني المكثف في الإعلام والانترنت لمتابعة كل ما يخص ايران ويؤكد ما ذهبنا إليه من أهمية الإعلام واستغلال الفضائيات والانترنت في بث الدعوة الصفوية.
ولان هذه الردود في اغلبها متشنجة تدفع الكلمة والرأي بالعصبية والشتيمة والردح الذي تعودنا عليه من الصفويين وأتباعهم وعملائهم والمغرر بهم فان هناك رسالة عبر الايميل مضمونها سؤال او تساؤل يستحق الرد وهو من العدو ايران أم إسرائيل؟!
ورغم ان مقالتي تلك لم تتضمن اعتبار إيران عدو فاني أؤكد مجددا ان اعتبار ايران عدو خطأ تاريخي وعقائدي وسياسي وثقافي يجب ان لا ننزلق إليه لأنه يشكل هدية لإسرائيل والمشروع الصهيوني العدو الحقيقي الذي يحتل الأرض ويدنس العرض ويسعى الى ابتلاعها ، كما ويساهم ممهدا الطريق الى ضرب ايران وتدمير قدراتها العسكرية والنووية وهو ما سوف يتم حتما على أيد إسرائيلية وأمريكية تنتظر الوقت والظرف الملائم.. فلماذا نكون غطاء وقاعدة لذلك ؟ّ!
ولكن هذه العبارة أيضا يجب ألا تأخذنا الى ظلم أنفسنا لأنها كلمة حق يراد بها باطل والاستمرار بها يعمي عيوننا من الخطر الداهم والطمع القادم والطموح المنحرف والتشويه المتعمد الذي يشكله المشروع الايراني ألصفوي في المنطقة .
فإسرائيل عدو ظاهر لا جدال فيه ولا حديث معه ، لا يخفي العداوة ولا يلبس عباءة لإخفاء أطماعه وممارساته يستجدي السلام ويسعى للحصول على رخصة لابتلاع الأرض التي احتلها ويجب ان نعد كل استطاعتنا وقدراتنا من المقاومة الى السياسة من اجل جلائه واندحاره.
ولكن بالمقابل لا يمكن اعتبار إيران صديق في ظل ما تسعى إليه لان إيران نفسها لا تريد ذلك حقيقة رغم ما تكرره ظاهريا وكلاما دبلوماسيا عن الصداقة والإخوة وما تبطنه من ممارسات ينسف ذلك كله ، تلبس عباءة الإسلام في خطاب ظاهري تحته بطانة الهيمنة والطائفية منطلقا من إمبراطورية فارسية شديدة الإعجاب بنفسها تريد العودة الى شبابها وعنفوانها وغطرستها على المنطقة بطمس الهوية القومية للعرب وتشويه الهوية الدينية لأهل السنة والجماعة ودثر الهوية التراثية والثقافية والتاريخية للمنطقة.
وما يتم ألان في العراق مثال حي لما تسعى إليه إيران فهي تحتل العراق فعليا استخباريا وعسكريا وثقافيا عبر المليشيات التي تدربت وتسلحت وتربت في إيران وحملت عقيدة قتالية طائفية للمرجعية الإيرانية نفسها نرى نتائجها الآن من تصفية للرموز القومية والسنية وذبح على الهوية طال حتى حجاج بيت الله الحرام من السنة في سلوك يندى له الجبين ولم يعد خافيا على احد بأشراف إيراني مباشر يشيع ثقافة المظلومية تقتص وتتشفى وتثار خلافا لأمر الله وسماحة الإسلام وعفو رسول الله حين دخل مكة فاتحا بعد ثماني سنوات من الحرب يخاطب أهلها اذهبوا فأنتم الطلقاء.. ومن دخل بيت ابي سفيان فهو آمن..فأين إيران وأتباعها من ذلك ؟! وهل يمكن اعتبار سياساتها التمددية والطائفية والتصفوية تلك صداقة؟!
drmjumian@yahoo.com
/خلوي00962799881373
تلفاكس/0096265230374