في بلدنا الناس يُعْرَفون بأسماء عائلاتهم وعشائرهم إلاّ نفر قليل لا يُعْرَف لهم جذر أو منبت، فجأة يطفون على السطح مثل الفطر السام ومن عالم الغيب يهبطون وبسرعة ينتشرون كالغبار الداكن الذي يلوث الفضاء ويغشى العيون.
أحدهم عاث بمقدرات الوطن باع واشترى ذمماً وتحلَّق حوله أشباه رجال فنشر الفساد من المال الفاسد، لم يوقفه أحد لأنه صار أقوى من أي أحد، إلى ان انتهى سجيناً بعد أن تورَّم وتوهَّم أنه بإمكانه اللعب بين الكبار.
وبنفس الطريقة والأسلوب انتشر آخر، لكنه أُمي جاهل ابدع في التهريب والتزوير، ورش الفلوس على النفوس، فالتف حوله متنفعون من محترفي التجحيش، وحملة المباخر، الذين منحوه ألقاباً شتى، سفيراً تارة ومُحسِناً وفاعل خير تارة أخرى ورجل أعمال واقتصادي كبير تارة ثالثة، انتهى به المقام سجيناً وانفض من كانوا حوله منكرين معرفتهم به.
اوشخص جاء يحمل مالاً مشكوكاً بمصدره وشرعيته لم تقنعه طريقة من سبقوه في شراء الجاه والصيت على المستوى المحلي، فارتقى به الطموح إلى مجال اخر وتلك لم تكن أحلامه وأهدافه، فهو مجرد أداة عاثر لا يملك أمر نفسه، استعمله مشغلوه وبعد سقوط هذا المسكين في وحل الشهرة الزائفة، دفعوه تنفيذاً لأوامر المشغلين الأكبر منهم إلى وهم..
هؤلاء الذين وصل بعضهم بمال الزوجات المطلقات، أو بالمال المسروق والمنهوب، أو بمال المتآمرين المرتهنين لنفوذ قوى الشر للمحافظة على نفوذهم، واهمون يظنون أن الأردن ساحة يستطيعون التحرك فيها كيفما يشاؤون، معتمدين على حفنة من المنبوذين الذين لا وزن لهم في مجتمع ما زال يتمسك بقيم الاستقامة ويعلي من شأن النظافة، ويرفض المال المغسول ولا يحترم أصحابه.
الواهمون ومن يتبعهم من الاجراء، سيكون مصيرهم مثل من سبقوهم، لأن الطهارة ترفض النجاسة والأردنيون الأطهار الأبرار المدافعون عن وطنهم ضد كل الدخلاء والعملاء.