باعلان قوى الأمن الداخلي في لبنان ان بنية شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان تلقت ضربة موجعة اضحى الامر يتجاوز توقيف عميل هنا أو هناك بل الامر يتصل بضربات إستراتيجية موجعة أدت إلى زعزعة تلك الشبكات وأدى فعليا الى انهيارها الواحدة تلو الأخرى بحيث يبدو أن محاولة إعادة بنائها و ترميمها ستحتاج إلى سنوات طويلة.
الامن اللبناني في بيانه لم يفصح عن «سر» انهيار الشبكات التجسسية بشكل يشبه انهيار احجار الدومينو حيث اكد ان هذا الانهيار لا يعود إلى اعترافات يتم انتزاعها من الموقوفين، لأن الجيش الإسرائيلي تعمد أن يجعل الشبكات غير مترابطة حتى لا يؤدي ضبط واحدة إلى سقوط أخرى» في اشارة الى ان «هناك سراً تقنياً هو الذي قاد إلى تفكيك كل هذه الشبكات».
على الجانب الاسرائيلي وحين يدلى آفي ديختر رئيس جهاز «الشاباك» السابق بشهادته أمام سياسيين وجنرالات في «معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي» عن تعاون إسرائيلي مع الولايات المتحدة الاميركية لا ختراق الساحة اللبنانية وزرع الاختلالات فيها، وتعميق النزاعات السياسية والمذهبية والطائفية، وقطع الطريق أمام تحقيق التوافق بين القوى السياسية فان ذلك يعد اعلان حرب وان بوسائل اخرى غير عنفية ليس على لبنان فقط بل وعلى الدول الاقليم برمتها.
اسرائيل عمليا في حالة حرب مع لبنان وما التصعيد الذي تمثل في اقوال غابي اشكنازي امس الا حلقة في سلسلة اذ قال بان لبنان قد يتعرض الى قلاقل وتوترات اجتماعية مذهبية الطابع في ايلول المقبل لحظة الاعلان عن المتهمين في اغتيال الحريري.
واذا ما طابقنا اقوال ديختر من كون لبنان أكثر بيئة إقليمية «تفرض التحدي الاستراتيجي على إسرائيل»، الى اقوال اشكنازي فاننا امام جولة جديدة من العنف او العدوان العسكري خصوصا وان تشكنازي اوصح بان خيار القوة المباشرة الذي استخدمته إسرائيل مع لبنان في عام 2006، ولم يحقق الاهداف الاستراتيجية، يحتم عدم استبعاد هذا خيار مجددا ، مشددا على ان للحرب مقدمات لا بد منها ولعل في مقدمتها شن حرب استخبارية متعددة الوسائل.
اذن فان الحرب الجاسوسية التي تشنها اسرائيل على لبنان ليست سوى مقدمات لعدوان جديد وهذا ما يفسر الحملة الصحافية الاسرائيلية التي تحذر قادة الكيان من نتائج مغامرة غير محسوبة النتائج، قد تخلف الاف الضحايا دون ان تحقق اهدافا سياسية كما حدث في حرب تموز 2006.
Sami.z@alrai.com
الراي