الشباب اليوم من ابنائنا وفلذات اكبادنا يبحثون عن ذاتهم وبناء كيانهم وشخصياتهم والانخراط في العمل واستشراف مستقبلهم بعد أن قدم لهم الابآء ما في وسعهم من التربية والتعليم وانفقوا عليهم بشق الأنفس وعرق الجبين وييع الممتلكات والاستدانة حتى وصلوا إلى حيازة الشهادات العلمية التي يستحقون تمهيدا إلى تحقيق الذات والولوج في الحياة العامة وهو ديدن الدنيا وسنة الحياة التي ينشدون.
ولكنهم اليوم وبعد هذا الجهد يخوضون عراكا خاسرا مع تعقيدات الحياة العملية ولا يجدون عملا يليق بمستواهم العلمي او ينسجم مع متطلبات الحياة الكريمة لانعدام فرص العمل وتقصير الجهات المعنية في التعامل مع هذا الملف المؤرق صباحا ومساء.
وقد اقتصرت فرص العمل على المتنفذين وأبناء الذوات الذين يصلون إلى مواقعهم ببرد وسلام دون أدنى معاناة وبعد أن طغت الواسطات والمحسوبيات والتنفيعات على المشهد العام وعدم اتباع الأساليب المعتبرة في إقامة المشاريع وتشجيع الاستثمار لخلق فرص العمل وعدم اتخاذ خطوات عملية لحل مشكلة البطالة او الحد منها.
ويعيش هؤلاء الأبناء مع أسرهم وقد أصابهم الهم والغم والاحباط من هذا الواقع المؤلم الذي يزيد من أعباء الحياة وصعوبة التكيف معها والعيش في فراغ دامس يؤدي إلى الانحراف وارتكاب أفعال غير مقبولة.
آن الأوان لأهل الحل والعقد ومن بيدهم مقاليد اتخاذ القرارات ان يصغوا لهذا الصوت وان تتحرك ضمائرهم للبحث عن الحلول ومعالجة هذه المعاضل المضنية وإزالة الاشواك من طريق الشباب فهل من مجيب.