لمــــاذا جـــلد الــــذات ؟!
الدكتور فايز أبو حميدان
07-11-2021 08:51 AM
الوضع الوبائي في ظل جائحة الكورونا في الأردن مستقر ومسيطر عليه ، نستغرب الأصوات التي تصور لنا البلد ونظامها الصحي بالضعيف في مواجهة الجائحة .
للأرقام طابع سحري لا نتعرف عليه الا اذا ظهرت هذه الأرقام .فنسبة الوفيات في العالم 2% ( 5 ملايين وفاة بعد إصابة 250 مليون نسمة) ونسبتها في الأردن 1.2 % ( 11000 وفاة بعد إصابة 850 الف نسمة ) .
النظام الصحي لم ينهار اثناء الذروة حين بدأت الموجه الثانية ونسبه الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح في البلد تجاوزت 60% ، وقد بدأ الاردن بإعطاء جرعة معززة ثالثة للقاح فيروس كورونا تدعى كوفيد بوستر (Covid Booster) اي المدعمة والمقوية للمناعة المكتسبة .
ومن المحتمل اعطائها لجميع الفئات العمرية، وزارة الصحة والجهات الحكومية استطاعت توفير المطعوم بشكل مستمر ولا توجد اية فترات انتظار لأخذ المطعوم ولا نقص او تأخر في تقديمه . فالأردن حالياً في الموقع 43 بحصيلة الإصابات المسجلة حول العالم .
نحن الان موجودين في الموجه الثالثة وهي مسيطر عليها بالكامل واعداد المتعافين يساوي اعداد الإصابات، ان الارتفاع والانخفاض في الأرقام والتفاوت في الحصيلة اليومية من يوم لآخر أمر طبيعي الحدوث ، كما ان اصابات الاطفال كانت متوقعه كون الأغلبية منهم غير مطعمين يضاف الى ذلك التأخر في الحصول على الموافقة على تطعيمهم لأسباب طبية او علمية عالمية .
ان الانفتاح الاجتماعي ودفع عجله الانتاج وإعادة الاوضاع إلى نصابها الصحيح امر ضروري لابد منه وذلك لحمايه الاقتصاد واحتراماً لمشاعر الناس ومراعاة قدرة تحملهم بعد عامين من الحجر الصحي والاغلاقات وتقييد حريتهم في الحركة والتنقل والاختلاط ، يضاف الى ذلك أولوية العودة إلى التعليم الوجاهي في المدارس والجامعات ضمن الاشتراطات الصحية ، فعلى الرغم من استمرار العملية التعليمية الكترونياً عن بعد لما يقارب العامين الا ان هذه الفترة كانت محفوفة بالمصاعب وتسببت بحالة من الإرباك للطلبة والأهالي وأولياء الأمور وللكوادر الإدارية والتدريسية والمعنيين بالعملية التعليمية .
ان اتخاذ بعض القرارات قد يكون متسرع في وجهه نظر البعض وبطيء في وجهه نظر الاخرين ولكننا يجب ان لا ننسى اننا نتعامل مع مرض جديد وفتاك وغامض نوعاً ما والخبرات الطبية به محدودة ايضاً ، كما ان طبيعة هذا المرض غريبة للغاية ومضاعفاته ? يمكن التنبؤ بها ومن يعمل في المجال الطبي يعي ذلك جيداً ، فالمفاجئات الطبية في بعض الحالات تجعل الاطباء في حيرة من امرهم ، فهناك حالات صعبه للغاية كان ميؤوس منها تم شفائها وحالات لشباب وشابات انتهت للأسف بالوفاة رغم استنفاذ جميع المحاولات العلاجية.
لقد قامت الحكومة ايضاً بتحمل جميع الأعباء المالية من مصاريف التطعيم والفحوصات المسحية وتم علاج مئات الالاف على نفقه الدولة رغم محدودية الإمكانيات المادية وعدم وجود تامين صحي لهم .
وعليه فإن حكومتنا تستحق أن ترفع لها القبعة احتراماً وتقديراً لجهودها الجليلة التي تقوم بها في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها وطننا الغالي ، ويعزز بداخلنا الشكر والامتنان لمتخذي القرار به وعظيم الفخر والاعتزاز بقيادته الحكيمة ، لذا يجب علينا البحث عن الامور الإيجابية وعدم اضاعة الوقت في البحث عن السلبيات.
الدستور