في لبنان كل أزمه تلد أزمة جديدة
مأمون مساد
07-11-2021 12:05 AM
لو كنا في مسلسل درامي ما كان امهر الكُتاب أن يضع سيناريوهات الاحداث التي تدور في لبنان منذ عشرات السنوات وصولا الى الاحداث الأخيرة التي جعلت منه اليوم يتصدر شاشات المتابعة والحوار والمباحثات ليس على صعيد الساحة المحلية فحسب بل إلى متابعة عربية ودولية دون حاجة إلى ترجمة فالصور والمشاهد التي تنتجها بيروت تشدك وحدها خصوصا وان أفق الحوار في كثير من الازمات مكتوم .
ازمات المشهد اللبناني لم تبدأ بتصريحات وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي تجاه دول التحالف العربي في اليمن، بل تمتد إلى الحكومة اللبنانية التي شكلها بشاعة وتضحية الرئيس نجيب ميقاتي وفق شروط دولية أناطتها به والمتمثلة بإجراء الانتخابات النيابية وتولي حكومة منبثقة عن نتائج هذه الانتخابات معالجة الانهيار المالي، والتعامل مع ظاهرة الفساد الهائلة والمستشرية ، وقد سبق ذلك أزمة مقاطعة الوزراء «الشيعة» لجلسات مجلس الوزراء، وما رافق ذلك من توترات أمنية.
على اللبنانيين والمجتمع الدولي أن يعترفوا أن لا صلاح الحال يبدو محال في ظل اختطاف المشهد من قبل حزب الله وحركة أمل الشيعية ، وهما يمثلان ويمتثلان لسياسة وتوجيهات طهران منذ عدة عقود ، ويعبثون بكل استقرار او بارقة تفاؤل لشعب يرضخ اليوم تحت وطأة الفقر والبطالة ، ودولة مفلسة أضحى اقتصادها على حافة الانهيار بسبب أزمة الميديونية التي زادت الأزمة السياسية وجائحة كورونا من حدتها. ويصل حجم الدين العام أكثر من 150 بالمائة من الناتج الآجمالي، ليكون بذلك من أعلى معدلات المديوينة في العالم.
ان مليشيات حزب الله اليوم خطر أشد من الخطر الاقتصادي وإعلان حسن نصر الله أن عدد قوات الحزب ??? الف يمثل تهديدا مبطنا لخصومه وللسلم الاهلي اللبناني ، خصوصا ان نصر الله الذي ظل يتشدق بالحزب كجدار مقاومة للعدو الاسرائيلي يتوجه بخطابه التهديدي نحو الداخل - المسيحي والسني -بعد حادث انفجار مرفأ بيروت ، وربما على المجتمع الدولي اليوم عموما أن يكون صاحب موقف صلب في إعادة لبنان إلى اللبنانيين وتحريره من عملية الاختطاف التبعي لطهران كخطوة أولى تجاه حلحلة الازمات ، وبتفكير عقلاني على الشارع اللبناني أن يؤيد تحريره من التبعية العمياء .
لا يمكن أن يكون لمسلسل الازمات اللبنانية نهاية وستطول حلقاته في ظل تعدد المخرجين المقامرين بحاضره ومستقبله ، وستبقى كل أزمة تلد أزمة جديدة ما دام الحل بعيدا عن اصل المشكلة والقضية.
الدستور