إعادة تشكيل الاستراتيجية الوطنية للتشغيل للقضاء على البطالة
د.أسمهان ماجد الطاهر
06-11-2021 07:49 PM
واجه الأردن في السنوات الاخيرة تضخما في اعداد البطالة وزاد عدد الباحثين عن عمل، وأسواق العمل لم تكن جاهزة لزيادة في اعداد الخريجين الكبيرة فكانت النتيجة زيادة نسبة البطالة.
اعداد من الشباب عاطلين عن العمل. ويشاع بأنه لم يتم نشر البيانات الرسمية الحقيقية عن البطالة.
من المحزن التفكير بأن ما يقارب نصف خريجي طلاب الجامعات ما زالوا عاطلين عن العمل في الأردن.
مهارات توظيف ضعيفة تجعل بعض الشباب غير مناسبين لأي نوع من الوظائف.
عدم تطابق فرص العمل مع المهارات الموجودة.
كل ذلك جعل الشباب يعاني من مشكلة الحصول على وظيفة مناسبة، وهناك عدد كبير من الموظفين الغير راضين عن وظائفهم الحالية.
لقد بلغ معدل البطالة المعلن عنه خلال الربع الثاني من عام 2021 (24.8%) بانخفاض مقداره 0.2 نقطة مئوية عن الربع الأول من نفس العام، وبارتفاع مقداره 1.9 نقطة مئوية عن الربع الثاني من عام 2020. من عام2021 (22.7%) مقابل (33.1%) للإناث، ويتضح أنّ معدل البطالة قد ارتفع للذكور بمقدار1.2 نقطة مئوية وارتفع للإناث بمقدار4.5 نقطة مئوية.
وبالتالي لا بدَّ من البحث عن حلول لأزمة البطالة في الأردن، ولا بدّ من تشكيل الاستراتيجية الوطنية للتشغيل لوضع حدا لمشكلة البطالة.
إن إعادة النظر من جديد باستراتيجية التشغيل الوطنية في بداية السنة القادمة لحل مشكلة البطالة لم يعد ترفًا فكريًا.
لا بدَّ من مراجعة بنود الاستراتيجية الوطنية بدءا من التعليم وانطلاقا إلى بقية الحلول الممكنة.
يعتبر النظام التعليمي الجيد أقوى أساس للانطلاق في إيجاد حل جذري لمشكلة البطالة، وبالتالي يجب تحسين نظام التعليم، بدءًا من المناهج التعليميه، ومرورا إلى توفير المعرفة القائمة على المهارات والحاسوب.
ولا بدّ أن يخضع الشباب بعد تخرجهم من النظام التعليمي إلى توجيه نحو المسار الصحيح من خلال التعليم المستمر والتدريب حتًى يستطيعوا تحديد المسار الوظيفي الصحيح وذلك من خلال استشارة خبراء في التوجيه المهني.
كل اقتصاد وصناعة لديها العديد من الفرص الوظيفية ويمكن لخبراء التوجيه المهني أن يساعدوا الباحثين عن عمل من الشباب على فهم اليات عمل سوق العمل والصناعة، والتركيز على أفضل خيار مهني واختيار المسار الوظيفي المناسب لهم.
إضافة لذلك لا بدَّ من استمرار الشباب في التدريب فهو ما ينمي المهارات المطلوبة للعمل، حيث تتطلب كل وظيفة مجموعة من المهارات المحددة ويجب تدريب كل باحث عن عمل على تلك المهارات.
العديد من الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات، تقدم إرشادات مهنية وتدريب في مجالات مهنية وتكنولوجية، وهذا التدريب والتوجيه ما هو إلا خطوة في الاتجاه الصحيح لتحضير الشباب العاطلين عن العمل للمقابلات من خلال التدريب ولعب الأدوار وكل ما يمكن أن يساعد الباحثين عن عمل على أن يصبحوا قابلين للتوظيف.
ويحب أن يتضمن التدريب تحسين مهارات اللغة الإنجليزية والمهارات التكنولوجية في خطوة لإعداد موظفين قادرين على العمل في كل انحاء العالم، وخصوصا أن العمل عن بعد أصبح ثقافة سائدة حول العالم.
ومن الحلول التي يجب عن تكون مطروحة في وزارة العمل التنظيم والتنسيق من أجل إعداد قوى عاملة من الشباب قادرين على العمل عالميا يمكنهم العمل عن بعد في دول اجنبية أو السفر والعمل بالدول المتقدمة وتحويل عملات اجنبية إلى الأردن، وذلك من خلال التنسق مع شركات كبرى وعالمية، إضافة إلى التنسيق داخليا مع موسسات التدريب والجامعات من أجل إعداد قوى عاملة عالمية.
إن ذلك قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح نحو حل مشكلات البطالة بطريقة منطقية فمهما حاولنا توفير وظائف في ظل اقتصاد ضعيف فذاك ضرب من الخيال.
لقد كانت العمالة الأردنية مطلوبه في دول الخليج في السبعينيات والثمانينيات لما تملكة من مهارات وكفاءة في العمل.
وحاليا لابدّ من البحث عن أسواق عالمية تستقبل الشباب المعدين لسوق العمل في الدول الاجنبية من خلال إعدادهم سابقا لهذه الخطوة.
وتقع المسؤولية على وزارة العمل لمساعدة الباحثين عن عمل في العثور على المكان المناسب للعمل في الشركات الكبرى في الدول المتقدمة وهناك العديد من المناطق التي ما زالت تحتاج لقوى عاملة من الدول النامية، ويمكن للشباب في حال العمل الحصول على راتب جيد. مما سيؤدي إلى تقليل أزمة البطالة في الأردن.
وباختصار نحتاج إعادة النظر في الاستراتيجية الوطنية للتشغيل وإعادة تشكيلها بهدف القضاء على البطالة، من خلال منح كل خريج جديد فرصة للعمل في الشركات والمؤسسات الكبرى.
بالإضافة إلى ذلك، إن يتلقى الباحثون عن عمل التوجيه المهني الصحيح، وتمكينهم من الحصول على تدريبًا يساعدهم للتوظيف، واخيرا اعتقد بأن التعليم والتوجيه المهني والتدريب القائم على المهارات بديل حيوي يمكن أن يسهم وبقوة في حل أزمة البطالة في الأردن.
حمى الله الأردن
a.altaher@youth jo.com