عبلة عماوي تدق ناقوس الخطر، فلا عزاء للأردنيات ولا للشباب!
باسم سكجها
06-11-2021 05:16 PM
نرتاح كثيراً حين يدلّ مؤشر دولي ما إلى تحسّن مركز الأردن في مسألة ما، ولكنّنا نحاول التجاهل، والتناسب، حين يؤكد مؤشر آخر إلى التراجع، بل وتكريس هذا سنة بعد أخرى، فما بالكم حين نعرف أنّ بلادنا كانت ثاني أسوأ دولة في العالم بمجال الفجوة الجندية، وصارت الثالثة!
المشكلة أنّ هذا “التقدّم” ليس أكثر من شكليّ، لأنّ المؤشر أضاف دولاً جديدة، وفي حقيقة الأمر فإنّنا لا نتقدّم بين أكثر من مئة وخمسين دولة إلاّ على اليمن وسوريا والعراق، ومع الاحترام لها فهي التي خاضت وتخوض حروباً أهلية دامية.
الدكتورة عبلة عماوي خبيرة دولية معتبرة، تنقّلت بين مواقع متقدّمة عديدة، في أنحاء العالم، ولأنها كذلك فقد تمّ تعيينها أمينة عامة للمجلس الأعلى للسكان، للاستفادة من تجربتها، وفي مقابلة مهمّة مع “ستون دقيقة” تدقّ ناقوس الخطر، في رسالة عابرة للحكومات وقطاعات المجتمع المدني المختلفة، والقطاع الخاص أيضاً.
يمكن مشاهدة المقابلة على “يو تيوب”، ويمكن قراءة تلخيص لها في موقع “عمون”، كما يمكن معرفة الكثير ممّا نجهله، أو نتجاهله، حول وضع المرأة، والفقر، والبطالة، والتوزيع السكاني الجغرافي، ونسب الشباب، في موقع المجلس الالكتروني، وهذا ضروري للجميع في سبيل االتعرّف على الواقع، كخطوة أوّلية لتغييره ولو تدريجياً.
تتحدّث الدكتورة عماوي لكاتب هذه السطور بحرقة، وتدعو النخبة لقراءة الورق ودراسة الأرقام، لا بالاكتفاء بطرح الشعارات التي لا تُسمن ولا تغني عن جوع، وتُثير أيضاً قضية الضمان الاجتماعي الذي يسمح للمرأة بأن تسحب مدخّراتها، في سبيل حلّ مشكلة آنية، وتتركها عرضة لتغيّرات الزمن، ودون مصدر دخل مع التقدّم في العُمر.
صحيح أنّ مسألة مأساة تخلّفنا في القضية “الجندرية” تستفزّ إلى عناوين مثيرة للإعلام، فنحن في ذيل القائمة الدولية، ولكنّ الصحيح أيضاً أنّ على هذه العناوين أن تستقرّ في ضمير قادة العمل الحكومي والمدني والخاص، فلا يكفي أن نتحدّث عن تمكين المرأة والشباب، بل أن نعمل فعلاً على ذلك، ولعلّ ما جاء في مخرجات اللجنة الملكية مُقدّمة لذلك، ولعلّ لمجلس النواب أن يستقبل الدكتورة عماوي فيستمع إليها، وللحديث بقية!