بلاد كنعان هي الارض المنبسطة الدافئة التي تعرف باسم الشام والتي سكنها بعد الطوفان اهل كنعان قادمين من الجزيرة العربية ومن ثمة غزاها شعوب البحر او بلستو الذين قدموا من كريت لكن سرعان ما عاد العرب الكنعانيون ليشكلوا الاكثرية على ارض فلسطين ثم هاجر اليها قادما من اور العراق سيدنا ابراهيم حيث رزق بسيدنا اسحق من زوجته سارة التي انجبت له سيدنا يعقوب عليه السلام او (اسرائيل) ليكون من بين ابنائه سيدنا يوسف حتى اخذ بنى اسرائيل في العلو في مصر الا ان جاء سيدنا موسى وخرج مع بني اسرائيل مرة اخرى الى ارض كنعان لكن بعد ان ادخلوا في التيه الذى شكل برزخا بينهم وبين باب الدخول للارض المقدسة.
الا ان جاءهم النبي يوشع فادخلهم الى ارض كنعان وكانت فلسطنين محكومة في عهد القضاء الذي استمر لاكثر من قرن من الزمان حكم خلالها 12 قاضيا ومن بعد ذلك جاء عهد طالوت.
وبعدها جاء عهد الملوك في زمن سيدنا داوود ومن ثم سيدنا سليمان وبعد وفاته عادت الخلافات بين اليهود وانقسمت ارض فلسطين الى فريقين فقامت في حينها مملكة يهودا فى القدس ومملكة اسرائيل في السامرة لكنهم سرعان ما اقتتلوا فمنهم ما استعان بمصر واخر من استعان بالاشورين لكن هذه الحالة انتهت في عهد الكلداني نبوخذنصر الذي قام بتدمير القدس وتشريدهم ومن ذلك الحين بقى العرب هم سكان ارض كنعان اتباع المسيح واصحاب ارض فلسطين حتى دخل الاسلام اليهم من باب العهدة العمرية ليكونوا معها وعليها الى يومنا تلك وهي قصة ارض كنعان او التي تعنى بلاد الارجوان.
ولان القدس عنوان الطهارة ومعناها فلقد حملت راياتها الالوان الاربعة العربية فكانت راشدة في العمرية ثم اصبحت بيضاء فى الاموية وعاصمة الدولة الدينية ثم حملت الراية السوداء في العباسية ثم الخضراء بالفاطمية ثم كانت هاشمية جامعة للثقافة العربية وسيادتها بالرمزية والمعنى وهي الاوان الاربعة التي تميز الارث العربي والموروث السامي الانساني.
كما كانت القدس رمزا للسيادة كانت القدس مركزا للحماية الانسانية التي ترفض الاضطهاد عندما انتفضت القدس لحاضرتها العروبة بعد ما احتلها الصليبيون حيث جاءت هذا الانتفاضة من عجلون الاردنية على يد صلاح الدين ثم اعادها العرب تحريرها من الكرك التي كانت مركز جند فلسطين وعنوانهم في زمن السلاجقة بعد ما قام الفرنجة باحتلالها فعاد اليها بريقها وسيادتها.
وعاد الارجوان يزهر في ارض كنعان واصداف البحر تزجوا بالوان الارجوان الحمراء الداكنة وترسم افضل معاني الخير للبشرية من مركز الديانات السماوية والحضارة الانسانية الذي شكله هذا الموروث المتوارث عن اهل بيت المقدس يكون الارجوان رمزا للسيادة ويكون لون الارجوان ثوب الملوك ولباسهم منذ عهد الملوك في زمن طالوت وجالوت وسيدنا داوود وسيدنا سليمان ثم من بعد ذلك فحملة سيدنا موسى وهارون الى مصر ثم المسيح عليه السلام وفوقه عباءة في زمن بطليموس وهيرودس حتى اصبح الارجوان دليل السيادة ولونه القادم من الصدف دليل العظمة والقوة ومركز القرار.
وكان الارجوان الفاتح تلبسه النسوة في الربيع كونه دليل خير ورمزا للخصوبة وتجعل من فوقه عباءة في الشتاء لاظهار الدفء واما الرجال فكانوا يرتدون الارجوان القاتم وهو دليل على السيادة والرفعة ويلبس فوق هذا الثوب الذهب حتى يرى مخملة حتى اخذ الذهب يقزن مع الارجوان القاتم عند الفنيقيين وشكل لهم ولملوكهم رمزية خاصة ميزتهم وامتازوا بها حتى اخذت منطقة السام او ارض كنعان او بلاد الشام تعرف ببلاد السيادة والارجوان يرمز لعزها ومجدها التليد من عهد الملوك الى يومنا هذا.
وتدل زهرة الارجوان اينما نبت على خصوبة الارض واينما ازهرت مكانا للمرعى فشكلت عند الكنعانيين العرب دلاله تشير لاهلية السكنة وعنوانا للسكينة حتى ان الكتب التاريخية ربطت مكان الخصوبة وارض السكن ومكامن الذهب بوجود الارجوان على سطحها حيث قيل انه جاء ليظهر ميزاتها وتميز ارثها فكانت عنوانا لفلافيوس بعمان ورمزية للحضارة ما بين مكاور والبتراء وطريق مدينتها الوردية وشكلت عنوانا للمجد عند تيفيلوس في الطفيلة وعنوانا للعز في طرطوس وتدمر وهي بلاد السلام ارض ملوك كنعان التي شكل عنوانها ودلالة مجدها الارجوان.
(الدستور)