في الحقيقة إن تغيير إسم الفيسبوك إلى ميتا فيرس (ما وراء الكون) لن يقتصر على تغييرٍ في الاسم إنما سيصل الأمر إلى تغييرٍ في شكل الحياة، بمعنى أن الانسان سيقوم بممارسة حياته اليوميّة من دراسة وعمل وترفيه وطبابة وشراء إحتياجات ... إلخ دون أن يتحرك من مكانه، وذلك من خلال وجوده في العالم الافتراضي (العالم الموازيّ) الميتا فيرس ومن خلال نظارة متقدمة وسماعة ترافقها، فبمجرد إرتداءها سيتكون نسخة إفتراضيّة من ذلك الشخص تدرس وتعمل وتلعب رياضة وتشتري الاحتياجات وتحضر مباريات وتشارك بحفلات وتحضر أفلام في السينما وتقابل اشخاص في جميع أنحاء العالم.

وهذا يعني أنك وأنت في الوقت التي تتواجد به في عمان تستطيع أن تكون بنسختك الافتراضة في أي مكان آخر مثل لندن أو باريس أو بغداد أو القاهرة، وستصبح حياتنا في معظمها في هذا العالم الافتراضي، حتى شراء الاحتياجات ستصبح في العالم الافتراضي وحتى الدراسة سيتمكن الطالب من حضور المحاضرات في أي جامعة يختارها في العالم بجسمه الافتراضي دون سفر، ومقر العمل سيصبح إفتراضي، ولن تحتاج إلى إستئجار مكتب في بناء تجاري من كذا غرفة وكذا مكتب... الخ، وموظف الشركة لن يحتاج إلى التنقل من منزله ويعمل حساب الازمات في الشوارع للوصول في الموعد، يكفيه أن يستيقظ من نومه الساعة الثامنة صباحًا ليرتدي النظارة ويضع السماعة ليبدأ عمله في الوقت المحدد، كذلك الطالب.

ولن نستغرب لأنه سيصل الأمر إلى جميع حواسنا لتصبح أيضًا إفتراضيّة، فبالاضافة إلى النظر والسمع، سيصل الأمر إلى الشمّ والتذوق واللمس.. نعم كلّ ذلك، وسيصل الأمر إلى تلبيّة إحتياجاتنا الأساسيّة إفتراضيا أي وهميا.

السؤال، ماذا سيعني كلّ ذلك؟ هل النتيجة ستكون بإختفاء السيارات والباصات والطائرات ومصانعها والبنايات والمدارس والجامعات واقعيّا؟ هل العالم الافتراضي الجديد سيكتفي بإلغاء هذه الأمور أم سيصل إلى إلغاء نشاطات الانسان الجسميّة، هل سيصل إلى إلغاء وسائل التواصل الواقعي بين الناس وهل سيصل إلى إلغاء طرق التفكير الواقعي، وهل سيصل إلى إلغاء الشعور الانساني والاحاسيس والشغف، وهل هذا يعني أننا سنقبل إختفاء الشعور والاحساس الواقعي لأنه من المفترض أننا من الكائنات الحيّة التي تعتمد على التواصل الواقعي للشعور والاحساس والحكم على الأمور؟؟

وما يليه هل هذا طفرة إيجابية أم سلبية في حياتنا؟؟ وهل سيتصدى الخبراء وأصحاب الاختصاص لتعزيز الايجابيات وتجنب السلبيات ما أمكن وهل سيتصدى أصحاب القرار لهذا التطور بتشريعات وقوانين وأنظمة تواكبه أم سيسلم العالم أمره إلى هذا التطور التكنولوجي السريع دون أفعال؟؟