للمرّة الأولى في حياتي أتابع دوري كرة القدم من أوّله إلى آخره، ولن أخفي أنّني وجدت نفسي مع فريقين: الرمثا والسلط، ليس انتقاصاً من الفيصلي أو الوحدات، ولكن لأنّني أحببتُ أن تبتعد عمّان عن احتكارها لكلّ شيئ..

وهناك أكثر من ذلك…

هناك في فريق الرمثا لاعب عبقري، يمكنه أن يختصر فريقاً بأكمله هو: حمزة الدردور، ويسمّونه “الكوبرا”، باعتبار أنّ عضّته قاتلة، والعضة هنا بالطبع هي هزّ الشباك، وقد سحرني بأدائه، دون انتقاص من أداء الآخرين، وخصوصاً أبو زريق وغيره، ولكن برشلونة بدون ميسي ضعيف، وريال مدريد دون رونالدو أضعف!

الرمثاويون حصلوا على الدوري، وهذا أبسط حقوقهم، ولعلّ الأمر هنا يكون افتتاحية لمرحلة جديدة، حيث مركزية العاصمة ليست غالبة، فالغالب بعد الله هو الأفضل، وإذا كنّا نتحدّث بصراحة أكثر، فالاستقطاب الكروي العمّاني كان يعبّر على الدوام عن مرض مجتمعي، آن له أن ينتهي!

اللامركزية تعني أخذ كلّ الناس حقوقهم، بعيداً عن الإستثار، والاستكبار، وقد تكرّس هذا في عمّان على مدار العمر، وفي فوز الرمثا بالدوري كثير من المعاني، حيث الرسالة بأنّ الدنيا الأردنية لا تختصر بالمركز…

جماهير الرمثا التي احتلت ستاد عمْان، وسوف تُطلق زوامير سياراتها في عمّان الآن، تستأهل تلك الفرحة، وللحديث بقية!