متى نستثمر بالهيدروجين الأخضر؟
د. بسام الزعبي
04-11-2021 11:16 AM
بعد حضوري لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الرياض، ومتابعتي لقمة المناخ العالمية في بريطانيا، تبين لي أن الاستثمار بالهيدروجين الأخضر أصبح يشكل محوراً مهماً في استراتيجيات الطاقة عالمياً، بالتزامن مع إطلاق أكثر من 30 دولة خططاً للاستثمار في الهيدروجين، وأصبح السباق العالمي نحو إنتاجه يشتد بقوة، كما أن العديد من الدول أصبحت تتحالف مع الشركات الكبرى لإنتاجه.
الهيدروجين الأخضر (ينتج من خلال عملية كيميائية تتم بالتحليل الكهربائي؛ وتسخدم تياراً كهربائياً لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، وإذا تم الحصول على الكهرباء من الطاقة المتجددة، فسينتج عن هذه العملية (طاقة) دون أن يتم بث ثاني أكسيد الكربون في الجو)، وبما أن الأردن من الدول الرائدة عربياً في مجال الطاقة الشمسية؛ فلماذا لا نكون من الدول الرائدة في إنتاج الهيدروجين الأخضر؟؟.
الدراسات والأرقام تبين أن العالم يحتاج حوالي 2 تريليون دولار من الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة، وبالتالي فإن الهيدروجين الأخضر سيكون من أهم العناصر الرئيسية في خليط الطاقة العالمي، وتعمل العديد من الدول والشركات الكبرى حالياً على ضخ مئات الملايين في استثمارات خاصة بهذا الشأن، وتتوقع أن تحقق نتائج كبيرة قريباً.
على مستوى أوروبا؛ تعمل ألمانيا على أن تكون المحركة والرائدة في هذا القطاع، إذ تسعى أوروبا للتخلص من الوقود الذي يحتوي على الكربون، فيما أطلقت المفوضية الأوروبية إستراتيجية الهيدروجين التي ترسم خطتها لإنتاجه؛ إذ أنها تهدف إلى الوصول إلى الحياد الكربوني على المدى المتوسط، وهذا ما سعت إليه العديد من الدول الأوروبية؛ وعلى رأسها ألمانيا وأسبانيا والبرتغال وفرنسا.
إلا أن ألمانيا تعمل بخطوات متسارعة أكثر من غيرها؛ وبالذات على صعيد التكنولوجيا، كما أن الخطة الإستراتيجية لألمانيا بخصوص الهيدروجين، تركز على الهيدروجين المستخرج كلياً بواسطة الطاقة النظيفة، في الوقت الذي أعلنت فيه العديد من الدول عن توجهها نحو تفعيل الهيدروجين المستخرج بدعم من الطاقة النظيفة في مجال الوقود للنقل.
على صعيد الدول العربية، أطلقت العديد من الدول العربية مشاريع فعلية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، فيما وقعت بعضها عقود لذلك؛ حيث بدأت السعودية والإمارات وقطر وسلطنة عُمان والجزائر وموريتانيا والعراق ومصر، وما زالت هناك العديد من الاتفاقيات التي سيعلن عنها.
صناعة الهيدروجين تتطور وتتسارع، والدول تتنافس للتربع على عرش هذا الصناعة النظيفة التي ستقود قطاع الطاقة مستقبلاً، فيما سيكون للتمويلات الخضراء دوراً مهماً في تعزيز هذه الصناعة على مستوى عالمي، فأين نحن منها في الأردن؟؟ ومتى نبدأ الاستثمار فيها؟؟.
الأمر يتطلب خطة وطنية مستعجلة للاستثمار بإنتاج الهيدروجين الأخضر؛ بالشراكة مع شركات عالمية متخصصة، دون تحميل الميزانية أية التزامات، مما يدعم اقتصادنا، ويساهم في توفير فرص عمل نوعية لشبابنا، ويضعنا على خارطة العالم في هذه الصناعة الحديثة.
الرأي