معاً نصل آمنين
السفير الدكتور موفق العجلوني
04-11-2021 08:52 AM
في ضوء إطلاق مديرية الأمن العام الحملة والوطنية للتوعية المرورية والحد من حوادث السير تحت شعار "معا نصل آمنين" والتي تأتي تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى ضرورة الحفاظ على الأرواح وصون الممتلكات. حيث أوعز عطوفة مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة لكافة تشكيلات ووحدات الأمن العام للبدء بتنفيذ هذه الحملة وبالتشاركية مع المواطنين، بهدف تعزيز ثقافة مرورية تقوم على الالتزام بقواعد السير وتجنب المخالفات المرورية خاصة الخطرة منها، مشيراً إلى إن التشارك والتعاون كان الطريق الأمثل للتغلب على العديد من التحديات والظواهر السلبية من خلال نماذج تشاركية جمعت رجل الأمن والمواطن للحد من حوادث السير.
بنفس الوقت فقد دعت مديرية الأمن العام كافة المواطنين والمؤسسات للمساهمة في هذه الحملة من خلال طرق الرقابة والتوعية والإرشاد حيث جاء شعار الحملة "معاً نصل آمنين" تعبيراً عن المسؤولية الجماعية لكافة مكونات المجتمع من جهات رسمية وأهلية ومجتمعية.
و من منطلق المسؤولية الجماعية ومن منطلق أنني اتشرف أن أكون من أصدقاء الشرطة و أعوان المرور يداً بيد مع نشامى و نشميات الوطن رجال الامن العام بوركت جهودهم الذين يواصلون الليل بالنهار للمحافظة على أرواح المواطنين.
ارجو ان اعيد نشر مقالي السابق المنشور في عمون الغراء بتاريخ ٢٦/١٢/٢٠١٦ وبعنوان: “ كيف يتعامل السائقون مع سيارات الإسعاف والدفاع المدني " . والذي يصب في عمق هذه الحملة والتشاركية بين المواطن والامن العام وذلك بالمحافظة على أرواح المواطنين من خلال الالتزام بقوانين السير وفتح الطريق وأخذ مسرب اليمين من الشارع امام سيارات الإسعاف والدفاع المدني ورجال السير والشرطة والامن العام كما هو متبع في معظم دول العالم.
كيف يتعامل السائقون مع سيارات الإسعاف والدفاع المدني
شيء مؤسف حقيقة و تعبير صارخ عن عدم مبالاة البعض عندما تقف الحافلات وسائل النقل الخاصة و العامة دون حراك تغلق الشوارع و المسرب الايسر من الشارع بينما منبهات الصوت و كشافات الاضاءة لسيارات الاسعاف و الدفاع المدني التي تحمل على جناح السرعة حالة طارئة او خطيرة لمريض او حادث سير او حريق ينتظر سيارات الاطفاء، او حالة انقاذ او ما شابه ذلك .
أمر غريب و حالة لا تصدق كيف يغلق الشارع ويتمترس البعض وراء مقود السيارة لا يتحرك يميناً او يسارا امام سيارة الاسعاف او الدفاع المدني و لا تجد سيارة الاسعاف و الطوارئ و الدفاع المدني فسحة لتجد طريقها لإيصال المريض الى قسم الطوارئ في المستشفى او للوصول الى مكان الحريق او الحادث المروري او انقاذ مصاب او جريح او حالة اختناق او ما شابه ذلك في الوقت المناسب .
في كافة دول العالم المتحضر سائقو وسائط النقل الخاصة و العامة ما أن تطرق مسامعهم او اعينهم سيارات الاسعاف او الدفاع المدني سرعان - اما التنحي جانبا والوقوف الى اليمن و او مغادرة الجانب الايسر من المسرب أمام سيارات الاسعاف و الدفاع المدني بحيث يتم افساح المجال امامها و تسهيل سيرها للوصول اما الى المستشفى او مكان الحادث المروري او الحريق او حالة الانقاذ ، و بالتالي اما ان يكون السائق عامل خير و قام بالمساعدة بإنقاذ حياة الناس واما ان يكون عامل قتل كان السبب في عدم انقاذ حياة الناس و من الممكن ان يكون الشخص المتواجد في سيارة الاسعاف احد افراد عائلة هذا السائق و هو لا يدري ،و لا يعي خطورة عدم افساح المجال بالتنحي جانبا الى يمين الطريق لفتح المجال امام سيارات الاسعاف و الدفاع المدني و رجال الشرطة و الامن العام .
و ما يعبر ايضا عن حالة مرضية و حالة جهل مطبق و انانية و عدم الشعور بالمسئولية لا بل رعونة عندما نلاحظ البعض من السائقين يستغلون سيارات الاسعاف و الدفاع المدني ليلحقوا بها مستغلين فتح الطريق و ازمات المرور الخانقة التي تعاني منها العاصمة و خاصة في اوقات الذروة دون مراعاة لأخلاقيات القيادة المتعارف عليها في : الفن و الذوق و الاخلاق و احترام قوانين السير والآداب العامة التي يتمتع بها الاردنيون .
هذا نداء الى كافة المواطنين الاردنيين والضيوف الذين يقودون حافلاتهم في شوارع العاصمة مراعاة هذه النواحي الانسانية في انقاذ حياة المواطنين ومساعدة سائقي سيارات الاسعاف والدفاع المدني ورجال الامن بالقيام بواجباتهم الانسانية على أكمل وجه لتجنب اي مكروه لا قدر الله.
بنفس الوقت لا بد ان تكون هنالك تشريعات وقوانين صارمة بحق من يعيقون سيارات الاسعاف والدفاع المدني ويستغلون مرورها في الشوارع العامة واللحاق بها الامر الذي ربما ينتج عنه نتائج خطيرة لا تحمد عقباها.
من جهة اخرى لا بد من ان يكون هنالك حملة اعلامية بهذا الخصوص بدءاً من المدارس الاساسية والثانوية والجامعات والبيت ووسائل الصحافة والاعلام لكي يكون لدينا ثقافة مرورية مجتمعية تحترم كافة المسائل المرورية وأهمها التعامل مع الطريق و التعامل مع سيارة الاسعاف والدفاع المدني و التخلص من سلبيات القيادة سواء برمي السجائر و النفايات من السيارات و استعمال الهاتف و احترام قوانين السير و المحافظة على ارواح الناس .